29 أكتوبر 2025
تسجيليعتبر يوم 18 ديسمبر عام 1878م هو المفصل الأساسي في تاريخ قطر حين تسلم الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله الحكم وهو في بداية تأسيسه لدولة قطر الحديثة التي تحققت نتيجة مساعيه الدءوبة في الحصول على اعتراف باستقلال قطر من المستعمرتين الإنجليزية والعثمانية ، وسعى جاهداً لتكون قطر كياناً موحداً مستقلاً فبرزت الدولة في عهده بخطى متماسكة البنى حيث جمع قبائلها وضمها تحت لوائه موحداً شتاتها راسماً مستقبلها معززاً بذلك البلاد على الوجود والحدود . ومن المواقف البطولية المؤثرة للمؤسس الشيخ جاسم بن محمد رحمه الله ، والتي سوف تبقى محفورة في العقول ، وذكرت بكتاب عنوانه المفصل في تاريخ الإمارات العربية المتحدة للباحث الدكتور فالح حنظل والذي أصدرته لجنة التراث والتاريخ بالإمارات ، هو مجلد من جزأين ، يعتمد على وثائق وأدله في سرد المعلومات والحقائق التي وثقوها ويذكر فيه تاريخ علاقة قطر مع ابوظبي ، حينما فشلت الغارة التي شنوها منذ مائة وخمسين سنة أو اكثر على الدوحة، وكانت بإحدى ليالي شهر رمضان الكريم ،حينما استغلوا عدم وجود الشيخ جاسم بن محمد رحمه الله وأغارت عصابة آل نهيان على قطر ودخلوها سراً وقتلوا ابنه الشيخ علي بن جاسم رحمه الله الملقب (بجوعان بمعنى جاء أي أقبل وحضر ، وأعان أي ساعد المحتاج ) وسرقوا الإبل والأغنام وهربوا ، ولما رجع الشيخ جاسم غزاهم في عقر دارهم وكانت عاصمتهم تسمى في ذاك الوقت ليوه والتي هي ابوظبي حالياً وضرب ابوظبي والعين وقتل المئات منهم ، واسترد حوالي مائتي رأس التي سرقوها منه ، ويذكر التاريخ انه حينما أغار عليهم الشيخ المؤسس جاسم رحمه الله أمر بعدم التعرض للأطفال والنساء وكبار السن ، حينما علم بعض أشباه الرجال بذلك تنكروا بلباس النساء بالعباية خشية من القتل ، وحينما علم الشيخ بذلك العلم قال لجنوده اتركوهم ، فالتنكر والغدر والسرقة واللصوصية صفات ليست بجديدة عليهم. خاطرة ،،، القراءة في تاريخ الخليج العربي، وتاريخ السلف والأجداد يكشف لنا طباع غدر بعض البشر والإخوان ، وأننا يجب دوماً ألا نأمن غدر من أحسنا إليه يوماً، وكما قال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه " لا تعاشر نفسا شبعت بعد جوع فإن الخير فيها دخيل، وعاشر نفسا جاعت بعد شبع فإن الخير فيها أصيل"، وربي لك الحمد نحن بخير وبلادنا قطر العز في ألف خير اللهم احفظ قطر أميرها وشعبها وأدم علينا نعمة الأمن والأمان يا رب، وكل عام وقطرنا بخير .