12 سبتمبر 2025

تسجيل

في اليوم الوطني القطري

21 ديسمبر 2014

في الثامن عشر من ديسمبر احتفلنا، ولو من بعيد، مع دولة قطر الشقيقة بذكرى التأسيس المجيدة للدولة على هذه الأرض المباركة، وهي احتفالية تحمل جملة مضامين منوعة لهذا الكيان الذي يستمد عراقة حضوره الحضاري والعالمي الكبيرين من تلك المناسبة التي لم تكن عفوية في بداياتها، بل تستند إلى فكر رحب استلهم المستقبل وصناعة القوة مبكراً لتغدو قطر الدولة والإنسان إلى ما هي عليه اليوم من تقدم ونماء، كان الجميع يعايش لحظات الانبهار بالتفوق القطري في العديد من المجالات والتي لا تمثلها مظاهر النمو العمراني وتصاعد البنايات الحديثة فقط، بل هناك حضور إنساني فريد في ثقافة الإنسان القطري وتفوقه المبهر والسريع في الكثير من المجالات التي وضعت قطر في صدارة الكثير من المجالات، وحقيقة لم يكن ليتحقق لها ذلك لولا الإرادة والمنهجية الواضحة التي رسمها سمو الشيخ الوالد حمد بن خليفة آل ثاني منذ تولي سموه مقاليد الحكم، وصولاً إلى عهد سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد، فما بين هذا المثلث الذي يتألف من تاريخ التأسيس على يد الشيخ جاسم ثم بداية عهد الشيخ حمد، وصولاً إلى تاريخ اليوم، هناك جملة استقراءات تصاحب هذه المسيرة بيد أن العذر يلازم من لم يستوعب الفكرة السامية لسمو الأمير الأب، الذي هدف إلى اختزال الوقت وتعويض الماضي بحضور مؤثر ومذهل في الوقت نفسه لكل المتابعين لهذا التفوق النوعي القطري، لن أتحدث عن السياسة وظروفها رغم أن لقطر رقما مميزا في المحافل والمواقف وصنعت على يدها الكثير من المصالحات ولكن هو تفوق للروح القطرية على بعض الأطر بإثباتات للواقع وبمواقف مؤثرة، قد نختلف في بعض المواقف والرؤى ولكننا نحترم لقطر سيادتها وأبعاد سياستها، لذلك كان التئام الدول الخليجية في القمة التشاورية في الرياض وكذلك القمة الاعتيادية في الدوحة وجملة المواقف القطرية فيها تثبت أن هناك إرادة تنحاز لضمير الأمة ومصالحها وتطلعات شعوبها بل هناك حقيقة تجلت في القمم الخليجية الأخيرة وهي الحرص القطري على البيت الخليجي في أمنه وفي مصالحه وفي قراراته وتفاعله مع محيطه الإقليمي وهذه ليست بغريبة على الشعب القطري وحكومته التي تحتضن المواقف الراعية لتعزيز مواقف الأمة. أعود إلى مناسبة اليوم الوطني والتي لم تكن فرحة مقصورة على شعب قطر، بل كانت المناسبة فرحاً وابتهاجاً خليجياً كفرحتنا عموماً بمناسبة ذكرى تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة أو ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية أو ذكرى الاستقلال للبحرين أو الكويت أو سلطنة عُمان، فلا تزال الروح الخليجية واحدة والعزم قائم على الاستمرارية والتصدي لكل الظروف والتحديات لذلك لم تكن مناسبة اليوم الوطني القطري مجرد احتفاليات شعبية في شوارع وميادين العاصمة الدوحة، بل هي استعراض لقوة كل دول الخليج ومتانة العلاقة بين شعوبها وقياداتها.