13 سبتمبر 2025
تسجيللم أسمح لنفسي يوما بتلميع الحديث عن المجال الذي أنتمي إليه، رغم أنني ابنة الإعلام وجذوري تمتد فيه لأعماق بعيدة، رغم كل ذلك إلا أنني كتبت هنا دوما بقلم الناقد ونظرت دوما إلى ما يقدمه إعلامنا بعين المتلقي مستمعا كان أو مشاهدا أو حتى قارئا.. حاولت دوما أن أسلط الضوء على كل جميل وأن أجد مخرجا من كل ما هو لا يرقى إلى المستوى المطلوب وطالبت دوما أن يكون إعلامنا أقرب إلى الناس وأكثر تواجدا بينهم واصلا إلى عمق أحاسيسهم ومشاعرهم وهذا ما وجدته يتحقق فجأة أمامي في درب الساعي أثناء احتفالاتنا الجميلة بيوم الوطن وعلى مدى أيام تواجدنا فيها هناك لنشهد عهدا جديدا للإعلام القطري يشرع الباب على مصراعيه لاحتضان الجميع، وقد تجلى ذلك في كل ما قدمته المؤسسة القطرية للإعلام ابتداء بالمتحف الإعلامي وانتهاء باحتضان أجيال الغد وإعطائهم فرصة غالية للظهور على الشاشة أو عبر الميكرفون، مما أعطى الناس جرعة قوية من الحضور والتواصل مع الإعلام المرئي والمسموع.. كل ذلك كان نتاج فكر إعلامي شاب يلمس أمال وتطلعات المجتمع ويربطها بأصالة الماضي والزمن الجميل للإعلام المحلي، ذلك الزمن الذي اتخذه الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام ليكون أساسا قويا ينطلق منه ويبني عليه رؤيته الشابة والمميزة للإعلام والإعلاميين ذلك من خلال حضوره المميز ومتابعته لكل صغيرة وكبيرة وحرصه على احتواء كل ما ينتمي للإعلام القطري من فكر وقلم وأوراق وكنوز أصر على نفض الغبار عنها وعرضها على الملأ كأجمل ما تملكه المؤسسة للفخر بها أمام الجميع.. هذه العقلية الإعلامية الشابة للرئيس التنفيذي للمؤسسة جاءت لتكرم الإرث الإعلامي أجمل تكريم من خلال الاهتمام بالقدرات والخبرات القديمة وإبرازها للجميع وكأنه يقول هذا هو الأساس القوي الذي سنبني عليه مستقبلنا الإعلامي المشرق والمرور من هنا ومن هذه البوابة هو المرور إلى الطريق الصحيح، الشعار القديم لتليفزيون قطر كان حاضرا بقوة، الوجوه التي ارتسمت عليها حكاية سنوات العطاء للإعلام كانت حاضرة إما شخصيا وأما في معرض الصور القديمة هذا الاهتمام الجميل بالجذور النبيلة الأصيلة هذا الاحتواء الدافئ، وهذا التواصل النادر بين الإعلام والناس هو من البصمات المشرقة التي يرسمها الرئيس التنفيذي للمؤسسة على الساحة الإعلامية، وهي بصمات ستظل تضيء وتحكي على مر الزمن حكاية تواصل الأجيال الإعلامية جيلا بعد جيل فشكرا لهذه اليد المعطاءة بكل حب وبكل وفاء لزمن مضى وإخلاص لزمن يأتي ويستمر.