21 سبتمبر 2025
تسجيلفي عام 1982 سافرت للولايات المتحدة الأمريكية مع زوجتي لدراسة الماجستير والدكتوراه في مجال الإعلام بجامعة دنفر وبعد التحاقنا بمعهد اللغة الانجليزية هناك انهالت علينا أسئلة الطلبة والطالبات: من أين أنتم؟ كنا نقول لهم: جئنا من قطر.. لكنهم يسألون أيضا عن قطر؟ نقول لهم: من دول الخليج العربي.. ويسألون أيضاً: أين هي على الخريطة؟ نقول لهم إنها قرب المملكة العربية السعودية.. ويسألون أيضاً أين؟!! نقول لهم قرب الإمارات العربية المتحدة.. لكنهم لا يعرفون.. حتى إنهم لا يستطيعون لفظ اسم قطر.. اضطررنا في اليوم الثاني أن نأخذ معنا خريطة دولة قطر.. وشرحنا لهم موقعها.. وتحدثنا لهم عن شعبها.. وعن صادراتها ووارداتها.. وعن عادات وتقاليد الشعب القطري. وكانت المفاجأة أن أغلب هؤلاء الطلبة والطالبات لم يسمعوا عن دولة قطر.. ولم يعرفوا عنها شيئاً يذكر. ومرت الأعوام مفعمة بالأمل أن تظهر قطر تحت الشمس لكل من يريد معرفة هذه الدولة العربية الخليجية حتى بدأ العالم يتحدث عن قطر من خلال الرياضة.. فكانت الرياضة هي التي أشارت إلى هذه الدولة للعالم عندما بدأ المنتخب القطري لكرة القدم يحقق بعض الإنجازات في المسابقات العالمية وازدادت أشعة شمس قطر عندما بدأت تحصد الميداليات الذهبية في ألعاب القوى وكانت هذه النافذة الرياضية خير ما وجه أنظار العالم إلى دولة قطر. واليوم ونحن نحتفل باليوم الوطني لدولة قطر، لا نسأل من يعرف دولة قطر.. بل نسأل من لا يعرف دولة قطر.. دولة قطر اليوم احتلت مكاناً مرموقاً تحت الشمس وهذا الموقع جعلها محط أنظار العالم بأسره وأصبح الجميع لا يعرفونها فقط، وإنما يتحدثون عن دورها الوطني والقومي والعالمي. لقد استطاعت دولة قطر بفضل من الله، ثم بفضل قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن ترسم لنفسها خريطة تجذب إليها الناظرين وأصبحت تلك الإنجازات الاقتصادية العملاقة تتصل مع شرايين العالم مما جعل العالم يرى دولة قطر تحت الشمس. كما أن رفاه وخير المواطن القطري من خلال ما وفرت له القيادة الحكيمة من رغد وسعادة العيش جعل هذا المواطن خير رسول لدولته أمام أعين العالم وأصبح كل مواطن قطري عنواناً مشرقاً لدولة مشرقة تحت الشمس. يضاف إلى ذلك ما قامت به دولة قطر وتقوم به الآن من أدوار وطنية وقومية في خدمة قضايا أمتها العربية والعالم يشهد لها تلك الأدوار في لبنان والسودان واليمن والصومال وجيبوتي وليبيا، وكذلك في خدمة الشعب العربي في أغلب الأقطار العربية وهذا بحد ذاته جعل هذه الدولة العربية الصغيرة في مساحتها الكبيرة في قيادتها وشعبها تكتسب احترام وتقدير شعبها العربي ويمتد هذا الاحترام والتقدير ليشمل العالم الإسلامي والعالم بأسره لما تقوم به هذه الدولة الناهضة مما جعلها تتبوأ مكاناً تحت الشمس.