11 سبتمبر 2025

تسجيل

الرياضيون مطلوبون للثقافة

21 ديسمبر 2005

تفتتح اليوم فعاليات معرض الكتاب، والذي اعتقد أنه سيمر مرور الكرام، دون ان يكون هناك توقف عنده، ولن يحظى بالاهتمام والمتابعة بصورة تليق بمكانة الكتاب، ودوره في حياة هذه الأمة. لن أتحدث عن الكتاب وأهميته، او القراءة ودورها على صعيد تقدم الأمم ونهضتها، إنما عن معرضنا المقام على «استحياء» لأكثر من سبب، من ذلك التوقيت غير المناسب لاقامته، فكما نعرف أن هذه الأيام تشهد امتحانات للطلبة، مما يعني أن الأسر منشغلة بمتابعة ابنائها، ولن يكون لديها وقت كاف للقيام بزيارة هذا المعرض. الأمر الآخر، الحملة الإعلامية للترويج والتسويق للمعرض هي دون المستوى، وحقيقة أتمنى على القائمين على النشاط الثقافي عموما الاستفادة من القائمين على النشاط الرياضي فيما يتعلق بالحملات الإعلامية، فهناك أساليب متنوعة، وفنون مختلفة في عملية استقطاب الجمهور الرياضي مثلا، وتجنيد لوسائل الإعلام المختلفة، واعلانات ودعايات تلاحقها وتصدمك في كل مكان، وهذا أمر إيجابي ويحسب للقائمين على النشاط الرياضي ابتكارهم لمثل هذه الأساليب، في حين أن الإعلان عن الأنشطة والفعاليات الثقافية، والترويج لها يتم على استحياء وبصورة لا تليق أبدا بأهمية الثقافة ودورها في المجتمع. لذلك اقترح أن تتم الاستعانة بالقطاع الرياضي لتنظيم الأحداث والفعاليات الثقافية المقبلة، والاستفادة من التجربة التسويقية للأحداث الرياضية، من أجل الوقوف على فنون التعامل مع الجمهور، وكيفية تشجيعه واستقطابه للحضور الى مثل هذه المناسبات. وليس في الأمر غضاضة، فنحن نريد نجاحا للمناسبات الثقافية إجمالا، كما يحدث بالنسبة للأحداث الرياضية، يجب أن يتعلم القائمون على القطاع الثقافي كيف يروجون لأنشطتهم وفعالياتهم كما هو الحال بالنسبة للقطاع الرياضي. هناك أمر آخر متعلق بالجمهور، وهو تفاعله الشديد، واندفاعه بصورة «جنونية» مع المعارض الاستهلاكية، وحرصه على حضورها حتى وان تطلّب الأمر التغيب عن الدوام الرسمي، واختلاق أعذار واهية من أجل الذهاب لمعرض مواد غذائية او ملابس اوسيارات او سلع استهلاكية أخرى، في حين ان معارض الكتب لا تحظى بربع هذا الحرص، وما ينفق خلالها لا يساوي «عشر» ما ينفق في المعارض الاستهلاكية، علما بأن العام الواحد يشهد عشرات المعارض في مجال الاستهلاك، في حين معارض الكتب ليس لها نصيب. لذلك نأمل أن يكون لدى كل فرد منا الحرص على القيام بزيارات الى معرض الكتاب بهدف اقتناء الكتب الجديدة، والاستفادة منها، وليس وضعها على الرف من أجل الديكور. والأمل الآخر، بل الرجاء، من بعض الأخوات الفاضلات، بألا يحولن معرض الكتاب الى معرض للأزياء !.