18 سبتمبر 2025
تسجيلهي فعلاً قصة خيالية من تلك التي يبدع الأدباء والكتاب في تصويرها للقراء.. هي قصة لو تقرأها لاستمتعت بها دون شك، وعشت للحظات، عالمها السحري. وربما تساءلت عن شخوصها، وكيف يمكن أن يكونوا من عالم البشر. اقرأ معي هذه القصة.أنس بن مالك رضي الله عنه، يصور لنا مشهداً من قصص الخيال التي وقع الكثير منها على أرض مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. منها هذه. حيث يقول أنس: "قدم علينا عبد الرحمن بن عوف وآخى النبي بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري — وكان كثير الأموال — فقال سعد: قد عَلِمت الأنصار أني من أكثرها مالاً. سأقسم مالي بيني وبينك شطرين. ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فأطلقها حتى إذا حلت تزوجتها! فقال عبد الرحمن بن عوف: "بارك الله لك في أهلك ومالك".تلك كانت إجابة عبد الرحمن لأخيه سعد. دعا له بالبركة في ماله وأهله أولاً، ومن ثم سأله من فوره عن سوق المدينة ثانياً. فهذا يكفيه كرجل أعمال، يعرف كيف يبيع ويشتري ويعيد تكوين نفسه.الشاهد من القصة أن ما جرى بين عبد الرحمن وسعد، ليس بالأمر الهين. فأن تُشارك شخصاً غريباً مهاجراً ومطارداً من قومه أموالك، ومن ثم تتعمق أكثر في الكرم والتضحية والبذل وتسأله أن يختار إحدى زوجتيك، ليتزوجها بعد طلاقها.. فهذا أمر لا يحدث سوى في عالم الخيال. إلا أنه حدث في مدينة معلم الإنسانية ونبي الرحمة، ولكن لا أظن أنه سيتكرر بعد ذلك.ما الذي دفع سعد لمثل تلك التضحية بالمال والأهل؟ إنّه دون شك، ذاك الإيمان العميق الذي غرسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوس أصحابه، من المهاجرين والأنصار. إيمانٌ لن تجده إلا في نفوس أولئك العظام من البشر. إيمانٌ استقر في نفوس عظيمة لم ولن تتكرر ".. فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهباً، ما بلغ مُد أحدهم ولا نُصيفه" كما قال عنهم صلى الله عليه وسلم.