16 سبتمبر 2025
تسجيلحكايات الصديق حسن حاموش لا تنتهي، هو واحد من الحكائين الظرفاء، ضحكته تجلجل دائماً، ولذا فهو يأخذني برفقة زميل مكتبه الصديق محمد إلى عوالمه، مرة إلى بيروت وأيام صباه ومرة يتحسر على ما مضى من العمر، ولكن هو مرتبط بالماضي الذي عاشه، فجأة يقول: أين أيام نازك المطربة. وأين ليالي نور الهدى، وأين سهرات بحمدون وعالية وتلك المرابع، ما أجمل تلك المرابع وتلك الأماسي، أين ليالي محمد عبدالوهاب وأحمد شوقي، والأخطل الصغير ونجيب حنكش ومقالات سعيد فريحة والتويني والمشنوق. في براءة يسأله رفيق المكتب. وهل عشت تلك الفترة؟ فيرد: ولو.. وأنا لا أدري هل مفردة "ولو" أنه عاش في تلك الفترة وسهر في تلك المرابع وتسكع مثلاً في برج حمودة في الليالي المقمرة!!شفيق في براءة يطرح عليه تساؤلاً آخر، هل حقاً عشت تلك المرحلة أم قرأت عنها.. هنا ترتفع ضحكة الصديق حسن حاموش ويردد "ولو" كيف التصقت بذاكرتي إذاً أغاني يوسف المنيلاوي وعبدالحي حلمي وصالح عبدالحي وسلامة حجازي وسيد درويش.كيف سهر مع يوسف وهبي وأسمهان، أما عن عبدالوهاب وأم كلثوم فكان دائم الحضور لحفلاتهما، قل لي يا شفيق ماذا تسمع الآن؟ماذا تشاهد؟ هل تشعر بأن هناك شيئاً يهز كيانك. سواء عبر الكلمة أو اللحن أو الصوت المعبر. هل هناك صوت صالح. أصلح الله كل أيامك يهوازي حتى صوت "نون الهنا وتمام إبراهيم ورويدا عدنان.هل تقارن صوت شعبولا مثلاً بصوت نصري شمس الدين أو حتى محمد خيري حتى لا أقول وديع الصافي. هل المهرجانات الحاكية توازي حفلات بيت الدين وليالي بعلبك؟ لقد عشت حقاً زمن الفن الجميل، حتى أيام فهد بلان وسميرة توفيق كانت ليالي لبنان الأحلى والأجمل. دعنا من كل هذا. هذا الجهاز السحري الصغير الراديو هل يلعب ذات الدور كما كان في زماننا في فترة الأربعينيات والخمسينيات، سؤال من يستطيع الإجابة عنه؟ أين إذاعات أيامنا مثل إذاعة الشرق الأدنى. ماذا تسمع الآن من الأغاني. قل لي.. هل هؤلاء يملكون ذرة من الطرب. هل هذه الأغاني توازي الجندول والنهر الخالد وهلت ليالي القمر وشمس الأصيل والكرنك وليالي الأنس وإبداعات ليلى مراد. أقطع سلسلة اندفاعه. وأقول والصحافة.. يا خي.. النهار، الأنوار، الكفاح، الأهرام، الأخبار، وأقلام التابعي، إحسان عبدالقدوس، نحن من عصر الإبداع. فيروز والأخوين رحباني وفيلمون وهبي وصباح وأنتم من عصر هيفاء وهبي وعمرو دياب وتامر حسني ومطربي.. استغفر الله العظيم.