11 سبتمبر 2025

تسجيل

التربية قبل التعليم

21 أكتوبر 2019

جئتُ على أسماء الوزارات المسؤولة عن التربية والتعليم في بعض الدول متطفلاً، فوجدتُهم يطلقون عليها: في دولة الكويت الشقيقة وزارة التربية، وفي سلطنة عُمان الشقيقة وزارة التربية والتعليم، وفي الأردن وزارة التربية والتعليم، وفي المغرب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وفي الجزائر وزارة التربية الوطنية، وفي السنغال وزارة التربية الوطنية، وفي تونس وزارة التربية، وفي فرنسا وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث، وفي أثيوبيا وزارة التربية والتعليم، وعند الكيان الصهيوني الغاصب وزارة التربية والتعليم- أرجو التصحيح إذا أخطأتُ في هذه المعلومات- أما نحن فالوزارة تحمل اسم "وزارة التعليم والتعليم العالي" منذ زمن لا تحمل التربية فقط التعليم. ويأتيك أحدهم ويقول مجادلاً، نعم عندنا مع التعليم التربية، وهي مبثوثة في مناهجنا الدراسية يتلقاها طلابنا، ونقول له هذا صحيح، ولكن ما فائدة هذا كله إذا لم يُترجم ذلك في واقع طلابنا وطالباتنا؟. ولماذا كثير من الدول يطلق عليها اسم وزارة التربية وتضيف إليها التعليم، إلاّ ولها أهمية كبرى في حياة تلك المجتمعات وعند مسؤوليها أصحاب القرار والسلطة -أي التربية- وأهداف تُدركها هذه الدول حينما تطلق عليها ذلك، فهل لنا أن نعيد هذا الاسم الجميل والمعبر على الوزارة في بلدنا- دولة قطر- يحفظها الله، فتصبح "وزارة التربية والتعليم" ولكم أن تضيفوا عليها ما تريدون كما عند الكثير من الدول. فهل نجد لهذا المعنى الكبير الحي صدىً وحركة وتفاعلاً عند أصحاب القرار في دولة العز والمجد -يحفظها الله- ويتم تغيير اسم الوزارة إلى "وزارة التربية والتعليم"، نرجو ذلك ويتمناه الجميع من أبناء المجتمع. وقد لفت انتباهي ما غرّد به الدكتور محمد الشيب، فوجدتُ لزاماً أن نأتي بها هنا للفائدة، ولنعلم أن التربية والأدب مقدمان على تحصيل العلم، والكثير قد قرأ هذه التغريدات المعبرة والموجهة، وأتت على ما نريده في أن التربية قبل التعليم، نذكر منها:- "أساس العلم الأدب، ما منفعة العلم بلا أدب؟! ولطلب العلم حواس سمع وبصر وعقل وفؤاد ووقود الحواس الأدب والأخلاق، لذلك أدركت أم الإمام مالك أهمية الأدب قبل العلم فألبسته وهو صغير لباس العلماء وقالت له: "اذهب إلى ربيعة(شيخه ربيعة الرأي) فتعلم من أدبه قبل علمه". التربية قبل التعليم". "ويقول ابن وهب (تلميذ الإمام مالك) "ما تعلمت من أدب مالك أكثر مما تعلمت من علمه". وقال أحد تلاميذ الإمام أحمد: "كنا نجتمع في مجلس أحمد أكثر من خمسة آلاف أو يزيدون أقل من خمسمائة يكتبون، والباقي يتعلمون منه حسن الأدب وحسن السمت". رحم الله أهل الأدب قبل العلم. التربية قبل التعليم".◄ ومضة أدرك الكبار قيمة التربية والأدب قبل العلم، فروى ابن المبارك عن ابن الحسن رحمها الله قال "نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من حديث". ويقول الجميع: طلابنا وطالباتنا بحاجة أكيدة إلى التربية والأدب في هذه الأوقات. هل انتهت دروس التربية؟ لا. دروسها لا تنتهي!. [email protected]