15 سبتمبر 2025

تسجيل

صورة الاقتصاد القطري في شهر أكتوبر

21 أكتوبر 2018

نمو فائض الميزان التجاري القطري مع العالم في أغسطس رغم الحصار الذي تجاوزت مدته الخمسمائة يوم حتى الآن، فإن ملامح الاقتصاد القطري بدت أكثر إشراقا وأكثر مناعة وازدهارا، وتجلى ذلك في العديد من الظواهر التي من بينها عودة مؤشر البورصة للارتفاع في الأسبوع الماضي واختراقه حاجز العشرة آلاف نقطة، وارتفاع أسعار النفط إلى ما يزيد عن 80 دولاراً للبرميل، وما ترتب على ذلك من ارتفاع فائض الميزان التجاري القطري مع العالم في شهر أغسطس إلى مستوى 17.5 مليار ريال، مع توقع تحقيقه المزيد من الارتفاعات في الشهور القادمة. كما نما الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر بالأسعار الثابتة في الربع الثاني من العام، بنسبة 2.5%، وبنسبة 17.9% بالأسعار الجارية. وقد ترتب على ذلك أن غيرت موديز من نظرتها للاقتصاد القطري وغيرت تقييمه من سلبي إلى مستقر مع منحه درجة Aa3 نتيجة لما وصفته بمرونة الاقتصاد القطري. ومع ذلك فإن معدل التضخم لا يزال منخفضاً جداً، وقد تحول في شهر سبتمبر الماضي إلى سالب 0.38%، بما يعكس ضعف جانب الطلب على السلع والخدمات في مواجهة العرض. ومن جهة أخرى فإن نصف عدد الشركات العشرة التي أفصحت عن نتائجها خلال الأسبوع الماضي قد شهدت انخفاضاً في أرباحها، وتراجع إيراداتها من أنشطتها، مع تحول دلالة إلى الخسارة، وظل إجمالي التداولات في البورصة دون مستوى المليار ريال بقليل بمتوسط يومي دون 200 مليون ريال، مع استمرار ظاهرة تركز المشتريات الصافية في جانب المحافظ الأجنبية، واستمرار قيام القطريين الأفراد بالبيع الصافي، مع تراجع دور المحافظ القطرية بشكل ملحوظ. وعن نتائج الشركات المفصح عنها في الأسبوع الماضي نجد أن هناك تراجعاً في مبيعات الشركات في الشهور التسعة الأولى من العام، وهو ما ترصده فيما يلي: انخفضت إيرادات شركة قطر الوطنية للإسمنت في 9 شهور بنسبة 19.3% إلى 633 مليون ريال، فانخفض صافي الربح للفترة بنسبة 9.8% إلى 218.8 مليون ريال. وانخفض ربح شركة المتحدة للتنمية من نشاطها في 9 شهور بنسبة 13.8% إلى 622.8 مليون ريال، وبالنتيجة انخفض صافي ربح الشركة بنسبة 11.7% إلى 384.7 مليون ريال. وانخفض صافي الإيرادات التشغيلية لبنك الدوحة في 9 شهور بنسبة 6.4% إلى 2030 مليون ريال، وبالنتيجة انخفض صافي الربح بنسبة 29.7% إلى 737.5 مليون. ومع ذلك كان هنالك تغير إيجابي في القيمة العادلة للاستثمارات بقيمة 202.7 مليون، فارتفع الدخل الشامل للبنك إلى 940.1 مليون، وهو تطور إيجابي يستحق الذكر. وانخفضت إيرادات شركة الكهرباء والماء بنسبة 14.8% إلى 2015.6 مليون ريال، وبالنتيجة انخفض صافي ربح الفترة بنسبة 11.8% إلى 1156.4 مليون ريال. ولكن في المقابل كان لدى الشركة تغير إيجابي كبير في القيمة العادلة للاستثمارات، فتضاعف الدخل الشامل إلى 2227.7 مليون ريال، وهو أيضاً تغير إيجابي. وانخفض صافي ربح شركة ودام هامشياً في 9 شهور إلى نحو79.65 مليون ريال، مقابل 80.15 مليون ريال لنفس الفترة من العام الذي سبقه. وانخفض صافي إيرادات التشغيل لشركة دلالة في 9 شهور بنسبة 42.8% إلى 22.1 مليون ريال، فسجلت الشركة خسارة صافية بقيمة 15.91 مليون ريال مقابل صافي ربح بقيمة 16.1 مليون ريال في الفترة المناظرة من العام السابق. وسنتابع في المقالات القادمة-إن شاء الله- رصد ظاهرة تراجع أنشطة الشركات وانعكاس ذلك على نتائجها المتحققة في الشهور التسعة الأولى من العام الحالي 2018.