18 سبتمبر 2025

تسجيل

اليأس.. سهم شيطاني

21 أكتوبر 2015

المرء منا ربما يجلس حيناً من الدهر طويلا، وهو يقوم بعمل ما المرة تلو الأخرى دون أن يصل إلى نتيجة ترضيه أو تقنعه، فيركن ويهدأ بعض الوقت، ثم يعاود الكرة مرة أخرى، فإذا النتيجة كما كانت، لا تغيير!! وتجده هكذا في محاولات مستمرة حتى ينتهز الشيطان فرصة الإحساس بالضعف وفقدان الأمل، فيبدأ عمله ببث مشاعر اليأس في نفس هذا الإنسان، ويزيد في تعميق ذلك الشعور حتى ييأس ويندب حظه، فيرفع بعد ذلك راية الاستسلام، وهذا مقصد الشيطان، بث اليأس بالنفس المؤمنة، وإنه "لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون".هذا الإنسان ربما لم يتنبه خلال محاولاته المتكررة إلى أن المشكلة الأساسية في عدم توفيقه أو نجاحه أو استمرار غلق الأبواب في وجهه ليست كامنة في حظه، إن كان من النوع الذي يؤمن بالحظوظ، وليست كذلك في جهده وأدائه، ولكن المشكلة أساساً كامنة في إصراره على السير بنفس الطريقة أو الأسلوب أو التفكير في حياته.. فماذا يعني هذا؟يعني بكل اختصار أن التنويع والتغيير أمران مهمان في الحياة، سواء في الأفكار أو الوسائل أو طرائق تنفيذ أي عمل أو مشروع.. إن باباً مغلقاً أمامك لا يعني الإقفال أنه سيظل كذلك إلى الأبد، لأن هذا الباب قد صنعه صانع ووضع له مفتاحاً يفتحه، وبالطبع ليس أي مفتاح، لأنك إن حاولت أن تفتحه بمفتاح ما ولم تنجح، فهذا يعني بكل بساطة ووضوح أنه عليك البحث عن مفتاحه الصحيح.. أليس هذا أفضل من استمرارك ومحاولتك فتحه بالمفتاح الخطأ؟المسألة إذن بدأت تتضح بل هي غاية في البساطة..نوِّع أساليب إدارة حياتك بما تتضمن من أعمال ومشاريع وإستراتيجيات وتكتيكات، ولا تستسلم في حياتك أبداً. إن لم تنفع طريقة معك في عمل ما، جرِّب أخرى وثالثة ورابعة وألفا، لا تتوقف عن إيجاد البديل والجديد والبديع، ولا تعزي نفسك في حالات الفشل بسوء الحظ أو أنك غير محظوظ، لأن ذلك من وسائل العاجزين واليائسين والباحثين عن أي مبرر للتوقف عن المحاولة أو ما نسميه بالاستسلام إلى أن يأتي اليقين.. واليقين في القرآن يعني الموت.فهل أنت من هذا الفريق؟أرجو أن يكون النفي هو جوابك.أدام الله ظلك وكذلك محاولاتك.