12 سبتمبر 2025
تسجيلكثيراً ما نقول "إحنا آخر الزمن أو باين القيامة حتقوم" لماذا نردد هذه العبارات؟ بالتأكيد نقولها من هول ما نرى من اهتراءات في علاقات الناس، ومن تفشى الغش والكذب لاستحلال الحرام، ولأننا نرى بأم أعيننا ما لا تصدقه عقولنا، وقد قوبل النبل بالخسة، والمعروف بالنكران، والطيبة باللؤم، والشهامة بانعدام النخوة، والإيثار بالأنانية، والمحبة الصافية الضافية بسكين غدر يغور، يغوص ذابحا وريد القلب! ولعل أمرَّ من كل ما تقدم آلام صدمة اكتشاف النذالة أو الغدر، أو الإحساس بأنك الطيب الإنسان الذي أُستغل أسوأ استغلال، يعرف هذه الآلام الذي عاش مواقف صادمة كشفت له معادن الناس، وما أكثر الصفيح! استدعاء كل ما تقدم من أوجاع ألح وهي تتحدث مفزوعة عن صديق عمر زوجها الذي وقع في أزمة بعدما تراكمت عليه الديون وأصبح مخيراً بين الدفع أو الحبس فهرع إليه يطلب نجدته وهو يبكي وينتحب، عز عليه أن يرى صديق عمره على هذه الحالة وهو المستعد دوما من فرط محبته له أن يفديه بكل غال، المهم سحب الرجل المبلغ المطلوب من حسابه وسلمه وهو في غاية الفرح لصديقه الذي نجا من ورطة السجن وفضيحته، لم يأخذ عليه أي ضمان، ولم يطلب منه لا ورقة ولا وصلاً، ولا شيكاً، ولا كمبيالة، ولا حتى شهوداً، خجل الرجل من أن يطلب شيئاً وكيف يطلب ضمانا من صاحب العمر، وعشرة السنين!! وكرت السنوات ولم يعد الصديق شيئا مما أخذ، وتكررت وعوده، واستقر أخيراً على دفع المبلغ دفعات ليهون السداد، لكن مفاجآت الدنيا العجيبة كانت تحمل ما لم يتخيله الرجل الشهم فقد ضربته سيارة مسرعة وهو يقطع الشارع وذهب لربه دون أن يسترد الدين، المذهل أنه عندما طلبت زوجته الدين من صديقه كان الرد المزلزل (مالوش عندي أي حاجة) ألحت الزوجة في طلب الدين فغير (عشرة العمر) عنوانه، واقفل هواتفه، واختفى، وعجزت الزوجة عن استرداد ريال واحد من الدين وليس لديها من حيلة إلا "حسبنا الله ونعم الوكيل"، قد يقول القارئ معقولة؟ أيوه معقولة، وقد يقول (فيلم هندي) لا مش فيلم هندي إنما هو فعل خسيس متكرر لجبناء لا يعرفون إلا مصالحهم لا يقدرون إخلاصاً، ولا عشرة، ولا طيبة، ولا العيش والملح، أصلهم رديء، بل لا أصل لهم! هذه حكاية من حكايات الألم وبلع مال الناس بخيانة موجعة. هذه الحكاية واخواتها جعلتني أتأمل كلمة (أمانة) المهانة التي يؤدي اقتلاعها من أي مجتمع إلى كوارث لا قبل للناس بها، وتواردت أشكال من ضياع الأمانة، الطبيب الذي سرق كلية مريض أثناء العملية ليبيعها لغيره، الطبيب الواقف على بوابة الوطن (القومسيون الطبي) في مهمة حماية ناسه من أي خطر، فخان الأمانة ومرر تقارير مرضى يحملون أمراضا معدية أو فتاكة ليحدث كارثة اسمها انتقال العدوى، المتبرع بالدم الذي قدم هديته لينقذ روح مريض ينزف ولم يكن هناك فحص أمين للدم، وبدل أن يتعافى المريض ابتلي بكارثة اسمها الإيدز، طبيب الأسنان الذي استعمل أدواته دون تعقيم لينقل فيروس سي، أو نقص المناعة لمريض مسكين واثق في أمانة طبيب لا أمانة له! الممرضة التي بدلت المواليد حديثي الولادة عامدة متعمدة وقد قبضت الثمن لتحظى الآملة في صبي هو ابن غيرها لتتغير الأنساب والأحساب (لا مش فيلم هندي) يحدث ما يروع القلب على أرض الواقع، الأخ الذي حملت أخته منه لتلد ابن أخيها في لحظة موت أمانته على عرضه، الأستاذ الذي اغتصب طفلة يدرسها في غفلة من أمها المشغولة التي وثقت به فافترسها وقد ضاعت أمانته، الخادمة التي وضعت للرضيع مخدراً في حليبه لتنعم بجلسة خالية من "زن الصغير" مع صاحبها، صاحب (العبَّارة) الذي لم يعترف بتقرير يقول إن ناقلته متهالكة ولا تصلح لمزيد من الرحلات البحرية فتغافل عن التقرير لتغرق في منتصف الرحلة ويتحول ركابها طعاماً لأسماك البحر، القاضي الذي حكم بالإعدام على بريء بينما القاتل حر.. (بلاوي سودة) تملأ الدنيا، والبطل فيها دائماً (واحد) لا أخلاق له أو واحدة! فلنتحسس اذن أماناتنا فقد تكون مسافرة، أو مهاجرة، أو "طلعت روحها" وتحتاج النقل للمدافن! ويارب سلم. *** طبقات فوق الهمس * لا تتألم ولا تندم على طيبتك إذ هناك فرق كبير بين أن تكون كريما وأن تكون لئيماً. * أروع العلاقات علاقة لا سبب لها، ولا حاجة بعدها، ولا مصلحة متوقعة منها إلا المودة في الله. * رأيتها وهي تستجوب الخادمة لتعرف ماذا قالت فلانة، وماذا قال فلان كنت أود أن أقول لها لا يقوم بهذا الفعل إنسان محترم. * إذا ظلم صديقك فقل له ظلمت، وإذا كَذب قل له كذبت، وإذا مال عن الحق لأهواء نفسه قل له ملت، لماذا؟ لأن المؤمن مرآة أخيه. * للبعض عقارب لا أقارب.. أي والله!! * سقطت صورتها على الأرض، ولما حَاولْت جمع الزجاج المكسور علني أعيد الصورة إلى ما كانت عليه تعلمت درساً يقول إن ما يكسر لا يجبر! * عندما تفجع بغدر عزيز من السهل أن تضع يدك على فمك حتى لا تتكلم، ولكن من الصعب جداً أن تضع يدك على قلبك حتى لا تتألم. * علاقة البشر الإنسانية عندها ارتجاج في المخ يشهد على ذلك تحول الكثير من الأصدقاء إلى أعدقاء! * قالت: في الضهر كله بيتكلم، وفي الوش بيحضن ويسلم .. ياساتر يارب! * دائماً ذكِّر كل من تحب بيوم يشيب فيه الولدان إذا رأيتهم مالوا.. أنت مسؤول. * إذا كان لك في كل درب حبيب يدعو لك بظاهر الغيب من قلب قلبه أو تبالي بحاقد حاسد يدعو عليك !!.. "مشيها" الحاقد يستحق الشفقة لا اللوم. * أحمد مطر يقول: يشتمني ويدعي أن سكوتي مُعلنٌ عن ضعفه يلطمني ويدعي أن فمي قام بلطم كفه يطعنني ويدعي أن دمي لوث حد سيفه يا عينه البجحه!