27 سبتمبر 2025

تسجيل

هل بدأ حرق اليابس في لبنان؟

21 أكتوبر 2012

سبق أن حذرنا وحذر الكثير من المحللين والمفكرين السياسيين والمراقبين واختتم هذا التحذير بالأمس المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي إلى سورية من أن ما يحدث في سورية يمكن أن يمتد ليصل إلى دول الجوار السوري وبالذات لبنان وقلنا وقالوا وقال الإبراهيمي إن الأزمة في سورية لن تبقى داخل الحدود السورية للأبد وأنها يمكن أن تطول الدول الإقليمية وبالأخص لبنان وسوف تحرق الأخضر واليابس في حال عدم البحث عن حل للأزمة السورية.بالأمس حدث تفجير إرهابي استهدف حي الأشرفية في بيروت راح ضحيته كما أعلن حتى الآن ثمانية أشخاص وجرح حوالي ثمانين آخرين وكما هو معروف يضم حي الأشرفية غالبية مسيحية منها مؤيدة للنظام السوري وأخرى معارضة وحتى هذه اللحظة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا التفجير وما هو الهدف منه لكننا سمعنا آراء مختلفة منها من يتهم النظام السوري ومنها يتهم المنظمات الإسلامية المتطرفة وبالذات تنظيم القاعدة وهذه الاتهامات لاتزال تفتقر إلى الدليل القاطع لكن الحادث في حد ذاته يحمل رسالة مهمة وخطيرة وهي أن ما يحدث في سورية سيلقي بظلاله على دول الجوار عاجلاً أم آجلاً ولن تبقى هذه الأزمة داخل حدود الدولة السورية كما أكد الأخضر الإبراهيمي.. وسبق هذا التفجير بعض الإشارات التي تؤكد أن هذه الأزمة بدأت بالوصول إلى دول الجوار سواء الاتهامات السورية لبعض القوى اللبنانية بمساعدة الثوار السوريين من خلال التسليح والتمويل وكذلك تركيا واتهام النظام السوري لها بإيواء وتدريب وتمويل الثوار السوريين حتى وصلت الاتهامات السورية للنظام الأردني كذلك.لكن أخطر ما نخشاه هو الوضع في لبنان الشقيق لأن الدولة اللبنانية كما هو معروف أنها دولة "وظيفية" أي أنها يمكن أن تكون مساحة لأي صراع سواء بين الدول أو التيارات وسبق أن قام لبنان بهذا الدور الوظيفي في عدة صراعات عربية-عربية، أو عربية-إقليمية.. وهنا مكمن الخطر بالنسبة للدولة اللبنانية.ولعل اتفاق الدوحة الذي أرسى السلم الأهلي بين الطوائف اللبنانية هو السياج الذي حمى اللبنانيين من حروب أهلية كادت تحرق الأخضر واليابس لعل هذا الاتفاق هو الذي أخر وصول لهيب الأزمة السورية إلى لبنان ولايزال صامداً حتى اليوم ونأمل من الله أن يبقى هذا الاتفاق صامداً وأن يكون سياجاً منيعاً لحماية لبنان من نار الفتنة التي لو حدثت لا سمح الله فإنها ستحرق الأخضر واليابس.بالأمس بدأ حرق اليابس بهذا الانفجار الإرهابي، أما الأخضر فلا يزال حتى الآن بعيداً عن النار والنار إذا امتدت إلى أخضر لبنان فلن تقف هذه النار عند حدود لبنان أيضا، بل ستمتد إلى الدول الأخرى لتحصد أيضاً ما بها من أخضر ويابس.لهذا نأمل من السيد الأخضر أن يوفق بالمحافظة على اليابس والأخضر في مهمته التي نرجو لها أن تسير في طريق أخضر وألا يقف بوجهها خط أحمر.