13 سبتمبر 2025

تسجيل

شتاء أوروبّا.. وأزمة الطّاقة

21 سبتمبر 2022

(1) اشتعلت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022 م وتدهورت الحالة الاقتصادية لأغلب دول العالم ومنها بشكل خاص البلدان الأوروبية مما تسبب في إحداث كارثة مجتمعية كبيرة وهزة اقتصادية مؤثرة في مجال استيراد مواد الطاقة مثل النفط والغاز والكهرباء ومشتقاتها. وهذه الكارثة التي لم تحدث منذ زمن طويل تعد الأولى في تاريخ الأمم الأوروبية إذ كانت الحرب العالمية الثانية آخر هذه الكوارث ( 1939 - 1945 ).. والمؤشر يشير إلى أن هذه الدول قادمة على “ الأيام السود “ كما يبدو في شتاء هذا العام وهذ ما يقوله أغلب المحللين والنقاد في الغرب. (2) وتشير المعلومات الأولية إلى أن أوروبا ومنها المانيا وفرنسا وبريطانيا بدأت تعد العدة من الآن لحياة جديدة تقوم على التقشف والترشيد في مواد الطاقة بسبب النقص الهائل في ما تحتاجه من مواد بهذا الشأن. وقد خفضت روسيا في فترة سابقة نسبة الغاز إلى البلدان الأوروبية بنسبة لا تقل عن 35 % وهي نسبة عالية واليوم أوقفت ضخ أنابيب الغاز بشكل نهائي مما ينذر بأزمة عالمية كبرى ستجتاح أوروبا خلال الشهور القليلة المقبلة وان بدأت ملامحها تبدو في الظهور كما تذكر المصادر. (3) وسائل الإعلام في البلدان الغربية تثير الأزمة بين الحين والآخر في أخبارها وشبكات التواصل الاجتماعي.. ولا نعلم الأسباب التي يتوجب تكرارها في كل يوم.. وبالأمس كانت المحطات الأوروبية تتحدث عن بعض الأنباء التي تنشر على شكل شائعات وأقاويل عارية عن الصحة.. ونتمنى من إعلامهم أن يكون منصفا.. خاصة من خلال التراشق الإعلامي بين الدول مثل روسيا وأوكرانيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا (على سبيل المثال لا الحصر) مع نزول سعر اليورو والاسترليني لأدنى المستويات.. بالإضافة للمحطات الناطقة باللغة العربية التي لا تخلو نشراتها الاخبارية من الطرافة في نفس الوقت. (4) كلمة أخيرة: أوروبا تتهيأ لأزمة متوقعة ستصيب الشعوب قبل الحكومات وستكون آثارها صعبة.. نأمل أن لا يحدث هذا الأمر.. وأن يتم تلافي الصعوبات وتحدياتها قبل أن تتفاقم لأنها ستنعكس على اقتصاد العالم بأسره.