15 سبتمبر 2025

تسجيل

تميم بن حمد وخطاب تاريخي من قائد استثنائي

21 سبتمبر 2017

كعادته في كل عام، جاء أول أمس خطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر في مبنى الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، ليضع لنا النقاط على الحروف ويغطي مجمل القضايا الساخنة التي تعصف بدول العالم، مع التحدث عن الحصار ضد قطر بشكل خاص من خلال المؤامرة الكبرى التي حيكت ضدها منذ يونيو الماضي وحتى الآن.وقد كانت كلمة سمو الأمير بمثابة خارطة طريق لمجمل القضايا التي تهم الساحتين الإقليمية والدولية، وإن كان الحصار على قطر هو أهم محور جاء في كلمته؛ لكونه نوعا من أنواع الغدر والخيانة من قبل دول الجوار.وتطرق سموه إلى العديد من الملفات، ومنها حديثه عن أهمية السلم بين دول العالم وحسن الجوار، والسعي إلى الاهتمام بفرص الحوار لحل الخلافات والأزمات بين الدول.ونوه سموه إلى جرائم الإبادة الجماعية التي تتعرض لها الإنسانية، ملوِّحاً إلى مجازر المسلمين وتصفيتهم بلا رأفة في ميانمار (بورما)، وكأننا نعيش في نظام الغاب!.ثم أشار سموه إلى موضوع الحصار المفروض على دولة قطر، وما ترتب عليه من تقطع العلاقات بين العائلات وصلة الأرحام في قطر والدول المجاورة لها من جراء هذا الحصار، وأضاف سموه:قطر لن تركع ولن تقبل الوصاية أو التدخل في سيادتها، رغم التحريض الواضح من قبل دول الحصار ضد قطر وصرفها للأموال الطائلة على هذا التحريض بغرض الافتراء ونشر الأكاذيب، إلى جانب القرصنة والجرائم الإلكترونية والزج بالفبركات ضد قطر، بلا أي دليل أو برهان!.وأكد سموه على:أن قطر تعرضت للحصار من خلال هذا العمل المشين عبر إيقاف وصول الدواء والغذاء وتشتيت العوائل، وهو بلا شك نوع من أنواع الإرهاب الذي تعرضت له قطر وشعبها طوال فترة الحصار!. كما قال سموه:إن شبكات التواصل الاجتماعي كانت شاهدة على العديد من الذين تعرضوا للسجون من خلال معارضتهم للرأي، وهو يعد من عوامل الإرهاب والاستبداد حسب القانون الدولي المتعارف عليه، رغم أن جميع الاتهامات الموجهة إليهم كانت مجرد اتهامات وهمية وغير موجودة على أرض الواقع!.وقد جدد سمو الأمير رفضه للانصياع لمطالب وإملاءات دول الحصار الموجهة لدولة قطر، وركز على أهمية الحل السلمي وشكر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد على الوساطة التي قدمها لحل الأزمة، وهي بلا شك جزء من إنهائها مستقبلا، كما وجه شكره للشعب القطري ومن يقيم على أرض قطر، واعتزازه بذلك خلال فترة الحصار.وأكد أيضا على قضية مهمة أخرى كانت مثار جدل خلال أيام الحصار ضد قطر وما زالت مشتعلة حتى اللحظة، وهي قضية "الإعلام الموجه" والآثار التي ترتبت عليه ضد الدول والشعوب في هذه الأزمة!.ولم يغفل سمو الأمير إشارته إلى مخاطر التنظيمات الإرهابية والتصدي لها بكل قوة ودراسة آثارها السياسية والثقافية والاجتماعية، مع عدم التعامل بمعايير مزدوجة في هذا الشان!.وتعرض في كلمته إلى قضايانا العربية والمصيرية مثل القضية الفلسطينية والقدس كعاصمة أبدية للفلسطينيين، والملف السوري، واليمن، وليبيا، ووحدة اليمن، ودعم العراق، وضرورة إيجاد الحلول الناجعة لكل هذه القضايا والتعامل معها بأمانة وإخلاص.وأشار سموه أيضا إلى:أهمية مجلس التعاون الخليجي وإيران في المنطقة، مع التأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل الدول بلا استثناء.ولم ينسَ سموه الدور الريادي لدولة قطر في المجال الإنساني والإغاثي لكافة دول العالم، وأن قطر تحتل المرتبة الأولى عربيا في ميدان التنمية المستدامة، والمرتبة رقم 33 عالميا.** في الختام :يبدو أن دول الحصار كانت مستاءة بالأمس، حيث لم تحضر كلمة سمو الأمير المفدى، والسبب أن الرئيس الأمريكي قد تغير موقفه من دول الحصار المتآمرة ضد قطر، خاصة بعد الكشف عن "غزو عسكري" كان مبيتاً له من دول الحصار ضد قطر، والذي كُشف عنه أثناء لقاء ترامب بأمير الكويت في البيت الأبيض !.** كلمة أخيرة:لقد كانت كلمة سمو الأمير بالأمس جامعةً وواضحةً في نفس الوقت، وتنشد الشفافية، وأشار في نهايتها إلى عبارة في غاية الأهمية وهي "أن قطر ستظل كعبة المضيوم كما كانت"، وهي رسالة إلى كافة دول العالم على أهمية لعب قطر لهذا الدور في رعاية الإنسان والإنسانية، دون تمييز أو انحياز لأحد دون الآخر، نعم إنه خطاب الثقة بالنفس.