30 أكتوبر 2025
تسجيل* على طبق من ذهب قدم العرب جميعاً لإسرائيل فرصة ماسية للاستفراد بالأقصى الحزين لتعيث فيه فساداً في ظل غياب كامل عن الأمر الجلل!! ولعل ما يحدث في الأقصى من بطولات نسائية لرد هجمة قطعان المستوطنين المدعومين بالشرطة، وتحمل الضرب، والركل، والاعتقال، ووحشية الهمج، لعله يقول للعالم العربي كله الذي أغمض معظمه عينيه عن أبشع ما يمر به الأقصى الشهيد من استباحة، وتدنيس في غفلة من رؤوس الأنظمة العربية المشغولة بحماية وتأمين الكراسي (واخجلاه) والله يا خجلي والأفواه مغلقة، والأيدي مكبلة، والسكوت مطبق إلا من شجب هنا أو هناك، حتى الشجب عز على المشغولين فنامت العيون قريرة لا تأبه! سؤال مُر أليس في العرب من يحمي إلا النساء؟ ومن يرابط إلا النساء؟ ومن يتحدى إلا النساء؟ يعز عليّ والله أن تغط النخوة العربية في سبات عميق! يعز عليّ والله أن يهون المقدس وترتمي العزة في جب سحيق! أتابع الحدث الجلل، والأقصى يهان، والرصاص يلعلع بين جنباته للنيل من المرابطين، والمدافعين عنه رجالاً ونساء، وشيوخاً فينتابني حزن العاجز، وما أمره من حزن!!* يا فرحتي بالسادة الصحفيين الذين تركوا الكتابة عن المسجد المحتل بقاذورات الهمج، وكوارث تقسيمه ليتحدثوا عن فرحة الفلسطينيين برفع العلم الفلسطيني بمقر الأمم المتحدة! أسألهم جميعاً ما جدوى رفع العلم يا سادة، وكل من يحس أو (عنده دم) ضغطه مرتفع مما يرى من انتهاكات ذابحة، وما يفعل العلم للفلسطينيين المشردين، القاطنين العراء، الجوعى، المهدومة بيوتهم، الموجعة قلوبهم، المنتظرين منذ عقود في المنافي البعيدة عودتهم لوطنهم؟ ما جدوى العلم دون دولة أصلاً يرفرف على ربوعها؟* يتباهى نتنياهو فيقول بشماتة مفضوحة (العالم يتزلزل من حول إسرائيل بينما إسرائيل تعيش في استقرار) شخصياً أعتقد أننا كعرب وفرنا هذا الاستقرار، ولا جميل لك فيه، اشكر العرب ورد الفضل لناسه الرائعين.* تقول الأخبار إن (أوباما) سيخرج (نتنياهو) من الحكومة الإسرائيلية!! يا فرحتي! حتى لو خرج البركة فيك ألست الحليف الأعظم لإسرائيل يا أُس كل فساد؟* تصورت أن قنوات العالم العربي كله بعد أخبار اجتياح الأقصى ستخصص ساعات بثها لمتابعة أحداث الاقتحام تعاطفا، وقلقا، وواجبا، لكنني وجدت قنوات تهز كتفيها للحدث وتنشغل بإسفافها، وخوائها، و(تاراتاتا) على وزن (واخيبتاه) ومغنواتية العالم العربي يرقصون، ويغنون، ويبثون فحيحهم! هكذا العروبة وإلا فلا.* القرار الدولي برفع العلم الفلسطيني أمام المقرات الرسمية للأمم المتحدة في نيويورك، وجنيف، وفيينا، حاز موافقة 119 دولة، ومعارضة 8 دول بينها الولايات المتحدة!! هل يصدق العرب أن أوباما يريد حلا للقضية الفلسطينية؟ هل مازالوا يصدقون؟* أمر مضحك أن يكون معظم الذين يستقبلون اللاجئين هم أنفسهم الضالعون في صناعة المأساة!* للذين يريدون فهم الحدث.. إعطاء الجنود الصهاينة حق إطلاق الرصاص الحي على الفلسطينيين المدافعين عن حرم الأقصى يعني شيئاً واحداً.. أن مخطط تقسيم الأقصى سيتم ولو جرى الدم في الطرقات كالسواقي، ورغم أنف العرب مجتمعين وفرادى!* مع تزايد النزوح العربي العظيم خارج الحدود العربية هل يمكن أن نعفي أو نبرئ حكامنا العرب من أنهم ساعدوا في صنع المأساة بتعاونهم الحميم مع الغرب لضمان وجودهم على كراسيهم التي يعشقون؟* الغرب الديمقراطي يريد لنا الديمقراطية العظيمة لنتنفس بحرية، ونعيش بكرامة، وهو نفسه الذي يصدر للأنظمة السلاح، وأدوات التعذيب، ثم يلوم الأنظمة لانتهاكات حقوق الإنسان، التي هي في الحقيقة مسمار جحا لكل تدخلاته في دول الشرق الحزين، بالعقل أين سيسوق منتوجات مصانع أسلحته، وكيف له أن يستنزف مقدرات الشعوب وثرواتها إلا بأن يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي؟* تقول المذيعة الجميلة: الأقصى خط أحمر!! صحيح بأمارة الهبة المزلزلة التي ترج عواصمنا العربية، وتسخير الإعلام العربي من المحيط إلى الخليج للرد على الهجمة.* المذيعة الجميلة تحذر إسرائيل من استفزاز مشاعر العرب باقتحام الأقصى!! أي استفزاز يا حلوة، نحن أقوام عصية على الاستفزاز، (احنا مكبرين دماغنا ومش في بالنا) ممكن يستفزنا (ماتش) أو (جون) لكن غيره سلامتك!!* يقول أحدهم إن اكتشاف حقل الغاز الجديد في مصر جعل الأرض تهتز تحت (نتنياهو)!! ولماذا يا عيني تهتز وعنده (النووي) ليضرب به متى شاء وكيف شاء، لماذا تهتز وهو القادر على هز بدن العالم كله، بمجرد تصريح نووي، خلو بالكو ياعرب متعصبهوش ليعملها.* تقول المذيعة نطالب العالم كله بالانتفاض لما يحدث بالقدس الشرقية!! أي انتفاض يا حلوة؟ المسجد تم اقتحامه، وما زلنا نأكل الآيس كريم، ونتفرج على عاهات مسلسلاتنا العربية، صلي على اللي يشفع فيكي.* لم تكتف إسرائيل بتزوير الجغرافيا.. الآن تزور التاريخ تحت مزاعم الهيكل الموعود!* حدد فلسطينيو 48 يوم 27 سبتمبر الحالي يوما للنفير العام للدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته من التقسيم، فهل من سامع؟ وهل من نفير؟* * * طبقات فوق الهمس* يا واقفين على عرفات بعد أيام نستحلفكم أن تدعو قلوبكم أن يتذكر المسلمون في أصقاع الأرض تكوينا غاليا اسمه الأقصى يستغيث وما من مغيث!!قلت يا أقصى سلاما ... قال هل عاد صلاحقلت لا إني حبيبٌ ... يرتجى منك السماحقال والدمع يفيض ... هدني طعن الرماحوالمآذن في صداها ... تشتكي أين رباحمن تراه سوف يأتي .. حاملاً طهر الوشاح* ومع الشاعر أكرر من تراه سوف يأتي؟ هل يأتي؟ أم تراه جودو الذي لا يأتي؟؟* عن الأقصى أتحدث.. هل تذكرونه؟ تصبحون على ذاكرة.