03 نوفمبر 2025
تسجيلحين تتكون لديك الرغبة في أن تلقي كلمات الى الجمهور ، فهذا يعني أنك تحمل هماً معيناً بغض النظر عن طبيعة هذا الهم ، إن كان جميلاً أم كئيباً أم غيرهما ، فإنه سيظل في نهاية الأمر هماً لا يجعلك تشعر بالراحة الداخلية حتى تخرجه من صدرك . وهذا ما يعطي حرارة وقوة الى كلماتك التي تريد إخراجها الى الجمهور . هذا شرط أول لإلقاء جيد وبالتالي استماع وإنصات أفضل .. هل صادف أحدكم محاضرا ألقى نكتة لم يضحك لها كثيرون ، أو أن من ضحك لها كانت ضحكاتهم أشبه بالمجاملة للمحاضر ؟ وهل صادف أن ألقى النكتة نفسها محاضر آخر ، انقلب الجمهور على قفاه من الضحك ؟ فلماذا لم يضحك الجمهور عند الأول والعكس مع الثاني ؟ إنه الأسلوب في توصيل الرسالة الى الآخرين . هذا هو الشرط الثاني في جعل إلقائك جيداً ومقبولاً . أي أن تعرف الطريقة التي بها تنقل ما بنفسك الى المستمعين فالعبرة ليست بما تقول ، وإنما بالطريقة التي تقولها .. هناك من يحمل هماً كبيراً ومعان عظيمة ، ويريد أن يوصل تلك الهموم والمعاني الى الآخرين ، فإذا هو يفشل فشلا ذريعاً في ذلك ، وتكون النتيجة أقرب الى العكس مما أراده وتوقعه ، حيث يكون تجاوب الجمهور سلبياً ، ولا يجد ذاك التفاعل والتجاوب مع ما خطط له ، في حين تجد العكس مع متحدث آخر ليس بجعبته شيء مفيد ، بل سخافات من القول كثيرة ، لكنه في النهاية يقدر على تحويل الجمهور الى أناس ايجابيين معه ومتفاعلين بدرجة كبيرة ، بل قادر على أن يجعلهم يتبنون أفكاره ويؤدون ما يريده منهم بكل تفان وسعادة أيضا . فلماذا فشل الأول ونجح الثاني ؟ إنه مرة أخرى الأسلوب أو طريقة الإلقاء . وفي الغد بإذن الله نكمل بقية شروط مهمة لحديث جيد، من أجل انصات أفضل ..