06 نوفمبر 2025
تسجيلالتنمية تولد عنفا كبيرا , في مقدار خلق المعلومات , وهكذا يتعرض الجميع و لكم هائل من المعلومات والمضايقات على مر الوقت , تلك المعلومات والبيانات , تظل تطرق أبواب الوعي لدينا بشكل مستمر , فكل مشروع وكل تحويلة , تضع معلومات تزاحم المعلومات لدينا , وفي هذا كله نحن نختار إما التعامل مع تلك المعلومات , أو تجاهلها وتجاهل المعلومات , هو ما يمكننا من القدرة على التركيز , وإنهاء المهام بشكل مقبول , إذن جزء كبير من وعينا ينصب على تجاهل المعلومات , والتركيز على معلومات أخرى , وهكذا نتمكن من إكمال المهام اليومية , ففي العمل تواجهنا مواقف في كيفية التفاعل مع العمل والآخرين , وقدرتنا على مواجهة تلك الأحداث , وتصفيتها والتعامل مع العوامل التي من خلالها نستطيع القيام بمهامنا , هي المقدرة التي تفرق بين من في استطاعته التعامل بنجاح , مع الحياة وضغوطها ومن لا يتعامل معها بشكل يمكن من إنهاء وإكمال المهام بشكل مرضٍ , ليست المعلومات ولا القدرة على تحليلها فقط , بل القدرة على تجاهل الكثير من العلومات والتركيز على المعلومات ذات العلاقة , فالبعض يحاول التركيز على مجمل المعلومات , وهذه مهمة مستحيلة , والبعض الآخر يتجاهل المعلومات لإحساسه أنه غير قادر على التعامل معها , ولكن لو أن كل واحد عرف قدر نفسه , وتعلم تجاهل الكم الهائل من المعلومات , والتركيز على المعلومات الضرورية , لاستطاع الإحاطة بعمله والتعامل معه بشكل , موضوعي بعيد عن الأفكار المسبقة عن العمل , ولأصبح العمل جزءا من الحياة ممتعا بدل أن يكون مملا , فمن عرف التعامل مع الحياة بحداثتها بشكل , يختصر فيه المعلومات ويصفي البيانات , وهي مهارة يجب تعليمها للطلبة والممارسين , كيف يمكن تجاهل الكم الهائل من المعلومات , والتركيز على المعلومات ذات العلاقة , لكان من السهل رفع كفاءة أي نظام , فما علم الاقتصاد إلا هذا , فما يتجاهله أي علم أو معرفة , أكثر بكثير مما يتعامل معه من معلومات وبيانات , وهكذا يصبح مجال عمله , هي القدرة على الفصل بين البيانات والمعلومات وتحديد سيل البيانات ذات العلاقة , وفهرستها ووضعها تحت بند , يمكن فصلها واختبارها وتجربتها , وهكذا الطب والهندسة والمالية والاقتصاد , كلها علوم تم اقتصاصها من كم من المعلومات المتوفرة , إذن ليست المعلومات هي المراد توفرها فقط , بل تجزئتها وتبويبها وتصنيفها , وهكذا القانون والاجتماع والتاريخ , هي كيفية التعامل مع تلك المعلومات , والربط بين تلك البيانات و بشكل يمكن من رؤيتها , على شكل نظام متكامل , أجزاؤه لها علاقة بعضها ببعض , وتؤدي وظيفة إما اجتماعية أو اقتصادية أو صحية , وعليه فإنه ليست قلة المعلومات هي العائق بل ملكة التركيزهي المفتاح , إذن كلما تواجهنا التنمية بكم كبير من الأحداث الغنية بالمعلومات والبيانات , لنتذكر أن المهم هو تجاهل الكثير منها , والتعامل مع القليل منها , حتى نستطيع فهمها والاستفادة منها , فكل قطاع اقتصادي يمكن أن يركز على , جزء من المعلومات , ورجال الأعمال والمبادرين , فكل شخص ركز على جانب من التنمية , لحل الاختناقات فيها , لتمكنا من التعمل مع التنمية , كحدث يثير الكثير من غبار المعلومت , أكثر بكثير من غبار الشارع , التقاط تلك المعلومات تمكن من تعظيم الفائدة الاقتصادية , فإذا رأى أحد صعوبات المرور , فعليه أن يجد حلولا لها , ومن رأى صعوبات وصول المعلومات عن المشاريع , فليجد حلا لها , ومن رأى صعوبات تقنية فليجد حلا لها , وهكذا من المعلومات الى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتقنية , وتلك هي غاية التنمية طرح الفرص في المجال العام , لمن يمكنه التقاط تلك الفرص وتحويلها لمبادرات ومشاريع , وكما قلنا لا بد من تجاهل جزء كبير من المعلومات , والتركيز على جزء منها , حتى تتمكن من رؤيتها بشكل يمكن من إيجاد حلول لها , وكل حل يعني تقدم وكل فرضية في ذهن شاب أو شابة أو رجل أعمال , هي عمل التنمية والهدف منها , فهي مصنع الأعمال والآمال ومزرعة الاقتصاد , التنمية في حد ذاتها ضعيفة حتى تولد في أذهان الناس , حب المغامرة وحب التطلع لما هو أفضل , هي منظار الحاضر , للتمكين من رؤية المستقبل بصورة فريدة , وكل مشروع يتولد عنا هو بالضرورة , فريد وهو صالح للبيئة المحلية , وإضافة للتنمية وتمكين للاقتصاد , وتوطين لمعطيات مشاريع التنمية , وطريق الاستمراريه لتطور الاقتصاد , المطلوب هو التفاعل مع التنميه بمشاريعها , لكي نخرج بحلول من واقعنا , فالتنمية محلية وما ينتج عنها محلي , وإن كانت بأدوات خارجيه , فهي استيعاب للتطور وحاضنة للمستقبل , هي القابلة الفعلية للتطور الاجتماعي والاقتصادي , فكل شخص يتعامل معها ويتفاعل معها , هي مدرسة الواقع اليومي للجميع , فلا أحد يستطيع تجنبها أو تجاوزها , فالكل لا بد أن يمر من خلالها , ومن استطاع التعلم منها والتفاعل الإيجابي بها فقد أصاب , ومن يرى فيها السلبية والتأخير والمضايقات فقد جانب الصواب.