20 سبتمبر 2025

تسجيل

أهلاً بالفيتو الأمريكي!!

21 سبتمبر 2011

من المستغرب جداً والنادر جداً بل من المستحيل جداً أن يرحب كاتب عربي بالفيتو الأمريكي إلا اللهم إذا كان من كتاب المارينز أو من العملاء والخونة العرب الذين ربطوا مصيرهم ومصالحهم الشخصية بأعداء الأمة العربية لأن الفيتو الأمريكي كان من أشد أعداء هذه الأمة بل أن هذا الفيتو كان من أفتك الأسلحة الأمريكية التي يستخدمها العدو الصهيوني في الصراع العربي-الصهيوني فقد تم استخدامه مئات المرات ضد القضايا العربية وبالذات ضد أي إدانة أو تجريم أو إنصاف أو عدل فيما يخص القضية الفلسطينية، فكلما طالب مجلس الأمن الدولي بإدانة وتجريم إرهاب وعدوان واحتلال العدو الصهيوني نجد هذا الفيتو ضد مثل هذه الإدانة أو هذا الإرهاب وكلما حاول المجتمع الدولي إنصاف الحق العربي، خاصة الشعب الفلسطيني نجد هذا الفيتو الأمريكي ضد هذا الإنصاف وهذا العدل. اليوم اسمحوا لي أن أرحب بالفيتو الأمريكي القادم ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية وأتمنى أن تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية هذا الفيتو وسأكون أول المصفقين والمرحبين به باعتباره الفيتو الأول الذي يدافع عن الحق العربي وعن الشعب الفلسطيني وعن فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر. ترحيبي هذا بالفيتو الأمريكي سوف يزعج ويغضب السلطة الفلسطينية وسوف يغضب ويزعج جماعة أوسلو بالذات الذين لم يحصدوا من الاعتراف بإسرائيل بعد توقيعهم على اتفاق أوسلو المشؤوم سوى المزيد من القتل والتدمير ومن ابتلاع الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات الصهيونية وتهويد القدس والمزيد من التعنت والصلف والغرور الصهيوني، فخلال ثمانية عشر عاماً من هذه الاتفاقية المشؤومة وجولات المفاوضات المستمرة لم تحصد هذه السلطة أو جماعة أوسلو سوى سراب الوعود ومعسول الكلام والتسويف والمماطلة سواء من العدو الصهيوني أو من الإدارة الأمريكية أو من الغرب عموماً، فالعدو الصهيوني كان الرابح الأول من هذه الاتفاقية والخاسر الأكبر كان الشعب الفلسطيني، حيث خسر من الأرواح وخسر من الأسرى وخسر من الأرض.. ورغم أن العدو الصهيوني هو الرابح الأول من اتفاقية أوسلو فإنه يطمح من جماعة أوسلو إلى التنازل أكثر وأكثر ويطالب جماعة أوسلو بالاعتراف بالدولة اليهودية وها هي السلطة تلبي طلب العدو بالاعتراف بهذه الدولة اليهودية بذهابها إلى مجلس الأمن للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على أرض 1967 وهذا الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية التي احتلت في عام 67 يعني الاعتراف بالدولة الإسرائيلية على بقية الأراضي الفلسطينية الأخرى وأن هذه الأراضي الفلسطينية التاريخية أصبحت ملكاً وأرضاً للصهاينة ولا يحق لأي فلسطيني أو عربي أو عالمي المطالبة بذرة تراب من هذه الأرض لأنها كسبت اعتراف الفلسطينيين والعرب والعالم بحقها في هذه الدولة، وبالتالي يسقط حق العودة وتسقط المطالب التاريخية والجغرافية بالأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1948 بل أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 يسمح للعدو الصهيوني بترحيل عرب 48 من فلسطين المحتلة إلى فلسطين الدولة الوليدة بحجة أن لديهم الآن دولة يمكن أن يرحلوا ويعيشوا فيها. إن حصول السلطة الفلسطينية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67 يعني باختصار شديد تحول صراعنا مع العدو الصهيوني من صراع وجود إلى صراع حدود وهذا الصراع ينتهي فور تحديد حدود الدولة الفلسطينية وتحديد حدود هذه الدولة ينتهي فور موافقة مجلس الأمن الدولي، وبالتالي ينتهي صراعنا مع العدو الصهيوني وبانتهاء هذا الصراع الحدودي يبدأ الصراع الحقيقي وهو صراع الوجود ليس بالنسبة لجماعة أوسلو أو السلطة الفلسطينية وإنما للشعب الفلسطيني والشعب العربي خاصة حق العودة للفلسطينيين وللأمن القومي العربي للعرب جميعاً لأن وجود العدو الصهيوني في قلب الأمة العربية يشكل أكبر خطر للأمن القومي العربي وعائقاً أمام الوحدة أو الاتحاد العربي وهو الحلم والأمل للشعب العربي من المحيط إلى الخليج لأن وجود هذه البؤرة السرطانية في قلب الوطن العربي تمنع التقدم والازدهار والاتحاد والوحدة وهذا هو دور الكيان الصهيوني ومهمة الغرب في زرعه في قلب الأمة العربية. لهذا ومن أجل ألا يتحول صراعنا مع هذا العدو من صراع وجود إلى صراع حدود أرحب بالفيتو الأمريكي القادم ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67 من أجل عدم تكريس حدود "إسرائيل" على الأرض الفلسطينية المحتلة أو تكريس حدود فلسطين على حدود 67 على أمل استمرار صراع الوجود ليأتي اليوم وينتزع اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية على حدودها وجغرافيتها التاريخية من البحر إلى النهر.