17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية على مستوى العالم ولا يختلف اثنان على ذلك، والرياضة بمعناها العميق ليست مجرد تقوية للعضلات وتنشيط للدورة الدموية فحسب أو منافسة، هي عامل من عوامل تقوية أواصر المجتمعات بجميع فئاتها! فعلماء الأنثروبولوجيا يعتبرون الكثير من المناسبات بكرة القدم مساحة شاسعة تظهر فيها بوضوح القيم الثقافية والضوابط التي تحكم بشكل غير معلن عن المجتمعات، فاللاعب يدرك أنه من بلد يحترم العقل ويبارك السرعة ويقدس الإنتاج فيصمم ويخطط ويبتكر وينتج، ويمارس كرة القدم بإيقاع يناسب ما تعلمه وتربى عليه من مفاهيم استقرت ببلاده وأصبحت جزءاً من سلوكه! ملاعبنا بمعظمها ليست سوى موجة من الانفعالات العاطفية المتواصلة والمتزامنة، والتي تسبب تأجيجاً يسحق العقول ويقبر الأفكار ويعلن الثورة الكروية العاطفية والاستثمار بالانفعالات السلبية وتأجيج المدرجات! ولأن الحفاظ على رتم الأعصاب يحتاج نوع من (الضبط/الكونترول) وفيه نوعا من الصعوبة التي تحتاج لمهارة بالتحكم بالانفعالات وتوجيهها بأقل من جزء بالثانية للشد والضغط النفسي والشحن الزائد الذي يوتر اللاعبين ويبدأ العنف المقصود/وغير المقصود بشكل يشعل معه فتيل المدرجات! فالرياضي (المسلم)-لأننا كثيرا ما نرى أخلاقيات جميلة بملاعب الغرب-لو يدرك ويؤمن بأنه يحمل على عاتقه أمانة التأثير بجيل بحاله، قطاع كبير من المجتمع ألا وهو (الشباب/المراهقين) وحتى الأطفال لما صدر لهم تلك اللوحات الغير أخلاقية تعاملا ولعبا وألفاظا، فالمتابع تنعكس عليه وبشكل كبير كل ما يصدره له الرياضي المسؤول/وغير المسؤول من تصرفات وألفاظ! إنسانيا حتى الجمال بعرف الأخلاق لا قيمة له إن لم يتزامن مع الخلق العظيم والتعامل الإنساني الرفيع والتهذيب والاحترام! ليت لاعبينا يدركون قيمة تلك الأخلاق ومدى تأثيرها وعظم مسئوليتهم تجاه ذلك داخل الميدان وخارجه، باحترام الخصم وجعل الكرة (فقط) هدفه الوحيد لا أقدام اللاعب المقابل مع ما يتزامن مع ذلك من إنهاء لمسيرة لاعب (بريء) قد تكون كرة القدم مصدر رزقه الوحيد! وخارجه بالتعامل الرفيع مع من أعطوه النجومية واستقطاع جزء مهم من وقتهم ودعمهم واستهلاك اعصابهم وإنهاك عقولهم لمتابعته ويقابل ذلك بالغرور والفوقية والأخلاق السلبية! الأخلاق قبل المتعة الكروية وتكتيكها وتقنيتها وقبل لمسات اللاعب وتمريراته، فبدونها تكون اللاعبة والإنسان ناقصين ومشوهين! كم من لاعب اعتزل الكرة وأخلاقه تسبق مستواه وإنجازاته بعقول الناس وأفئدتهم، لأنه حفر اسمه بأذهانهم وقلوبهم بأخلاقه وتعاملاته، أتمنى أن تتخلص رياضتنا من كل الظواهر السلبية التي نراها ونسمعها لتصبح كرة القدم (مدرسة حياة) لتصدير الروح الرياضية منهج التنافس الشريف وتعليم النشء روح الصبر والمثابرة والتحدي، وقبل هذا وذاك احترام الآخر آدميته وحقه في المنافسة! وقبل لوم اللاعب، يجب أن نوجه اللوم والعتب على من يعلمه بداية أبجديات كرة القدم بعيدا وبشكل انفصالي عن تعليمه الخلق الرياضي السليم المستمد من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف!