14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مرت العلاقات التركية القطرية خلال السنوات الخمس الماضية على الأقل بحالة من التقارب الكبير والمتطور مع مرور الأيام وزيارات متبادلة على أعلى المستويات وصولا إلى تشكيل مجلس تعاون إستراتيجي بين قيادة البلدين في نهاية العام 2015، وتنسيق مباشر ومتواصل حول القضايا الإقليمية والدولية، ولكن محاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا في 15 يوليو قدمت اختبارا حقيقا لمتانة العلاقات بين الدولتين. في الوقت الحالي تمر العلاقات التركية القطرية بأفضل حالاتها على الإطلاق تقريبا. حيث يوجد تقدير كبير جدا من القيادة التركية للموقف القطري الذي اتخذ خطوة متقدمة في تقديم الدعم للحكومة والقيادة التركية حتى قبل انجلاء غبار معركة الانقلاب وقبل أن تضع الحرب أوزارها. فقبل حسم الموقف أعلنت قطر عن موقفها الداعم لقيادة لتركيا المنتخبة وأجرى الأمير القطري أكثر من اتصال بالرئيس التركي للاطمئنان عليه والإعراب عن الدعم للقيادة الشرعية المنتخبة في تركيا، كما أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانا يعبر عن هذا الموقف. وقد تلا هذا عدة زيارات عاجلة إلى تركيا من قبل شخصيات قطرية رسمية كان منها زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في 30 يوليو والتي كانت أول زيارة لمسؤول عربي إلى تركيا بعد وقوع المحاولة الانقلابية، وقد تزامنت مع انتقاد الرئيس التركي للقادة والبرلمانيين الغربيين الذين لم يكلفوا أنفسهم زيارة تركيا، وقد تلت زيارة وزير الخارجية زيارة الأمير الوالد أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة في 5 أغسطس الذي التقى بالرئيس رجب طيب أردوغان. كما استقبل رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم رئيس هيئة الأركان القطرية غانم الغانم في 11 أغسطس، كما قام السفير القطري في أنقرة سالم مبارك آل شافي قبل ذلك بمشاركة في الجلسة الاستثنائية لطارئة للبرلمان التركي الذي تعرض للقصف من قبل منفذي المحاولة الانقلابية، وقد عقدت جلسة البرلمان الطارئة صبيحة ليلة الانقلاب، وقد كان السفير القطري السفير العربي الخليجي الذي شارك في هذه الجلسة. وإن دلت هذه الزيارات على شيء فهي تدل على علاقات متينة بين قيادة الدولتين على مختلف مستوياتها سواء الزعماء أو الوزراء أو القادة العسكريين، وتشير بوضوح إلى وجود ارتباط قوي بين سياستي البلدين. لم يقتصر الأمر على الجانب الدبلوماسي ففي الجانب الإعلامي لعبت قناة الجزيرة دورا كبيرا في تغطية الأحداث ليلة الانقلاب وربما استعادت كثيرا من زخم التغطية وذكرت المتابع العربي بتغطيتها لأحداث ثورات الربيع العربي، حيث ساهمت في نقل الصورة الصحيحة للمواطن العربي في ظل نقل بعض الأخبار المغلوطة من محطات أخرى من قبيل نجاح الانقلاب أو مغادرة الرئيس التركي إلى ألمانيا. وفي السياق الإعلامي نفسه، فإن نظرة سريعة على عناوين الصحف التركية المتعلقة بدولة قطر تشير بوضوح إلى التقدير الكبير لقطر وموقفها تجاه المحاولة الانقلابية، حيث عنونت صحيفة يني شفق موضوعها حول العلاقات التركية القطرية بالتضامن القوي في العلاقات بين البلدين. أما صحيفة ملليت فعنونت: " قطر تدعم تركيا بشكل كامل" وفي سياق آخر وفي اللحظات التي كانت بعض الدول لم تعلن عن موقفها كان لقطر رد فعل داعم حيث أعلنت عن استمرارها في مشاريع الاستثمار في تركيا وهي خطوة جيدة في موضوع الاستقرار الاقتصادي، كما أعلنت عن افتتاح مكتب تمثيل للسياحة في تركيا بعد تسهيل عملية حصول الأتراك على التأشيرة لزيارة قطر. على أية حال لا تنسى الشعوب والدول المواقف المساندة في اللحظات الحاسمة وسوف تستفيد كل من تركيا وقطر مستقبلا على الصعيد الثنائي وعلى صعيد الرؤية المشتركة للواقع الإقليمي من هذا الإنجاز التركي الذي من المتوقع أنه سيرفع من أسهم تركيا وسيعطيها خيارات أوسع وقوة أكبر لكن على الأقل بعد نجاح عملية ترتيب الداخل التركي.