18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ولم "تصمت" مدافع القتل والتدمير في الحرب الإسرائيلية الثالثة على قطاع غزة، رغم عدة جولات من المفاوضات غير المباشرة بالقاهرة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق جاد يأخذ بعين الاعتبار المطالب الفلسطينية "رفع الحصار تماما والبدء بإعادة الإعمار والأمن المتبادل"، فصورة الوضع القتالي هذه المرّة تغيّرت سريعا، فعادت الطائرات الإسرائيلية والمدفعية تلقى حممها على الغزيّين، وفي هذه الحال لم تجد المقاومة الفلسسطينية بدا من أن تغرق اسرائيل بالصواريخ مجددا، هذا أولا ، وثانيا، تستطيع أن تغرق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في أزمة سياسية حادة مع حلفائه من اليمين المتطرّف "اسرائيل بيتا والبيت اليهودي وحركة شاش" قد تطيح به، كما قضت العمليات الاستشهادية في 1996 على احتمالات فوز شيمون بيريز في الانتخابات، وضعضعت تماما مكانة رئيس الوزراء ايهود باراك قبيل انتخابات .2001 الآن نتنياهو ، وبعد الصمود الإيجابي للفلسطينيين في القطاع ، والنجاحات العسكرية التي حققتها المقاومة على مدى شهر من الحرب، والتأييد الذي رافقها من "الكل" الفلسطيني في داخل الوطن وخارجه، والموقف الخجول لبعض قادة النظام العربي الرسمي ، واستهجان "البعض" الدولي للجرائم التي اقترفها الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين،... سيحاول البحث عن انجاز سياسي من محادثات القاهرة التي فشل للآن من تحقيق ما يسعى إليه وإنقاذ مستقبله السياسي من هذا الغرق القادم . وحدة الموقف الفلسطيني، هذه المرة اختلفت عن المرتين السابقتين في الحربين العدوانيتين 2008 و2012 ، وهذه مسألة مهمة كان لها البعد الأهم بتعزيز الثقة بإمكانية الوصول الى تحقيق المطالب الفلسطينية، وأربكت حسابات المفاوض الإسرائيلي، أو أقله، قطع الطريق على مرامي العدوان الإسرائيلي وأهدافه الذي سعى إلى اللعب على ما كان يعتقد التناقضات والخلافات بين الفصائل والسلطة الفلسطينية . الآن يلعب نتنياهو لوحده، فوزير خارجيته أفغيدور ليبرمان لن يغفر له تهميشه في هذه الحرب، ونيتالي بينيت أيضا، عدا عن أعضاء "الكابينيت" الآخرين والأحزاب اليمينية التي تتألف منها حكومته، فهو بحسب استقراءات الأوضاع الداخلية في اسرائيل لم يعد بالقوة التي كانها قبل العدوان على القطاع، حيث قراءات هذا العدوان عسكريا وسياسيا وحتى إعلاميا لم تكن لصالح اسرائيل "الدولة المدججة بالسلاح النوعي وبالخبرات العسكرية والقتالية "، والدعم الأمريكي ، فالتأييد الذي حصل عليه في بداية العدوان تناقص وتآكل بسبب النتائج التي بدأت تظهر للعيان ،مثال ذلك انطلاق المظاهرات في تل أبيب لما يسمى اليسار والسلام الإسرائيليين تطالبه باستئناف التفاوض مع الفلسطينيين، وهذا نوع من ردة الفعل الداخلية يعرفه الجميع منذ عام 1982، لدى العدوان على لبنان حين خرج ما يقارب نصف مليون متظاهر اسرائيلي ضد قرار اقتحام بيروت، الأمر الذي أطاح وقتها بوزير الدفاع آريئيل شارون، ووزير الدفاع الأمريكي في أسبوع واحد. والمسألة الأخرى، تتصل بالعدوان الهمجي والبربري الفاشل على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع أن إسرائيل لم تعد تلعب لعبة "البلطجي"، ولم يعد أحد يصدق أنها الملاذ الآمن لليهود الصهاينة ، فقد أصبحت كياناً نازياً عنصرياً قاتلا مستبدا في نظر المجتمع الدولي ، كما سقطت في "حرب الصور" التي بثها الإعلام الفلسطيني المرئي أيضا عن نتائج العدوان الهمجي على المدنيين .المهم أن الفلسطينيين حافظوا على موقفهم الموحد، ولم يخرج أحد عن الاجماع ، وهذا الذي ما يزال واضحا للحظة، فالرهان الإسرائيلي الآن هو إعادة الشقاق بين غزة ورام الله ، أي بين حماس والجهاد من جهة وبين فتح ومنظمة التحرير من جهة ثانية، سعيا وراء إنجاز سياسي لانقاذ نتنياهو من الإطاحة به بالدعوة إلى اجراء انتخابات مبكرة للكنيست، إثر الفشل العسكري في تحقيق أي من الأهداف لعدوانه على القطاع ، وهو ما سيحاول تحقيقه في المفاوضات بالمماطلة والتسويف.على أية حال، المعركة لم تضع أوزارها بعد، وما جرى بالقاهرة كان الوجه الآخر لها، ولم يقل ضراوة عن المعارك التي خاضتها المقاومة سواء في القطاع أو الضفة الغربية، وتحقق المأمول من الأداء السياسي للمفاوض الفلسطيني وظل متمسكا بمطالبه وحقوقه بنفس براعة المقاتل الفلسطيني وتصميمه في أرض الميدان والجبهات ، فلا تنازل عن فك الحصار واستحقاقاته، وفتح الممر الآمن بين جناحي الوطن وإطلاق الأسرى ، فلنرصد القادم من الأيام لنرى... وإلى الخميس المقبل.