14 سبتمبر 2025

تسجيل

التيارات الإسلامية في الخليج

21 أغسطس 2013

هل يوجد في الخليج سلفيون بالتعريف التقليدي للسلفية ؟ وهل يوجد في الخليج إخوانيون بالتعريف التقليدي للإخوانية؟ الملاحظ أن المفهومين قد تداخلا، فالسلفيون بدؤوا في الانخراط بالعمل السياسي، وكذلك الإخوانيون بدؤوا بالتقارب مع المناهج السلفية فأضافوا لمنهجهم نكهات سلفية. هل سيندمجان في منهج واحد بالتدريج؟ أم ترى سيستحوذ أحدهما على الآخر؟ أم ستظهر سلفية إخوانية مقابلها إخوانية سلفية؟، هل يدرك السلفيون ومثلهم الإخوان إلى أين هم سائرون ؟ أو بمعنى آخر هل هم يسيرون  ضمن خطط مستقبلية فيما يتعلق بتحور مناهجهم إن كانوا على استبصار بما يحدث لها ؟ إن الناظر بعمق يجد أيضا اختلافا في نمط منهج الإخوان في العالم العربي عامة مقارنة بنمط منهج الإخوان في الخليج ، فالإخوان في العالم العربي عامة قد شكلوا منظومتهم بأنفسهم ، أما الإخوان في الخليج فقد استعار بعضهم الاسم العربي وقدموه بنكهة خليجية. في نظري أنه قبل أن تنشغل الحكومات الخليجية بفهم الإخوان والسلفيين يجب على السلفيين والإخوان الخليجيين أنفسهم أن يتأكدوا أنهم قد فهموا مناهجهم بشكلها الجديد، هذا الاختلاف في فهم الذات والآخر ربما يفسر جزئيا بعض الخلاف الحاصل بين حكومات الخليج والسلفيين أحيانا ( أيام الجهاد الأفغاني) ومع الإخوان في أحيان أخرى ( بعد الثورات العربية). تكمن المشكلة أحيانا في شخصية الخليجي إذا تحزب أو اجتمع ضمن فئة أو مجموعة ، فالخليجي اعتاد إما أن يحيا منفردا أو أن يتكتل بروح القبيلة التي يتنفس من خلالها تعصبه فينتصر من خلال ذلك لشريكه في الحزب (القبيلة سابقا) ، وإن لم يجد ما ينتصر له انشغل بالحذر من خصمه. وفي رأيي أنه عند التعايش مع الإخوان أو السلفيين فإن التعايش مع الإخواني أو السلفي أو أي إنسان حزبي آخر ، يجب أن يكون بصفته الفردية لا بصفته التنظيمية وهذا ما فعلته بذكاء ومهنية حكومات الخليج ، وذلك حتى يذوب الفرد في وطنه ودينه لا في حزبه . إن على حكومات الخليج العمل على رفع انتماء مواطنيها لبلدانهم بالوسائل المختلفة ، لأن المشكلة لا تكمن في انتماء بعض أفرادها للإخوان أو سواهم ، إنما في استعدادهم للانتماء لشيء آخر غير وطنهم ودينهم بصورته العامة. كم أتمنى لو استيقظت ذات صباح ولم أجد مصطلح الإخوان والسلف ، بل الإسلام وحده لا شريك له من المصطلحات.