06 أكتوبر 2025
تسجيللا يختلف اثنان أن مصر هي "القيادة والريادة" للأمة العربية.. ولا يختلف اثنان أيضا أنها هي "قلب العرب" هكذا يقول لنا التاريخ.. وهكذا تقول لنا "الجغرافيا". ولأن مصر هكذا فإن الأمة العربية تنهض بها وتسقط بدونها، ولأن مصر هكذا فإن العرب لا يمكن أن يحاربوا أو يسالموا بدونها، ولأن مصر هكذا فإن الشعب العربي لا يمكن أن يواجه تحديات العصر إلا إذا وقف الشعب المصري بجانبه وسانده ودعمه في وجه هذه التحديات الجسيمة. والآن مصر تمر بمرحلة مهمة وحساسة وعلينا جميعاً نحن العرب أن نقف إلى جانبها لأننا إذا فعلنا ذلك فإننا نقف إلى جانب أنفسنا، فهي قوتنا، وهي درعنا، وهي حامية الأمن القومي العربي ولعل غيابها عن الوطن العربي بعد معاهدة كامب ديفيد المشؤومة خير شاهد على ذلك، وكيف استفرد الأعداء بالأمة العربية، بدءاً باجتياح العدو الصهيوني لبنان عام 1982، مروراً باحتلال العراق عام 2003، وانتهاء بما يمر بالوطن العربي اليوم من محاولات صهيونية وأمريكية في رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد الذي يهدف أولاً وأخيراً إلى تقسيم المقسم وتفتيت المفتت وضياع الهوية القومية العربية التي هي الحاضنة والمدافعة عن مستقبل هذه الأمة، لأن غياب هذه الهوية الجامعة يعني بروز الطائفية والمذهبية والعرقية التي هي أهم أسلحة الدمار الشامل التي يستخدمها الأعداء في هذا المشروع. اليوم سيجتمع الاتحاد الأوروبي ليقرروا أو يحددوا أو يعاقبوا أو يحاصروا أو يرسموا صورة مستقبل علاقاتهم بمصر، والإدارة الأمريكية، كذلك تهدد وتتوعد وتخطط وترسم صورة المستقبل ليس لعلاقات ودية أو دولية وفق القانون الدولي وإنما لكيفية إبقاء مصر في تبعيتها للإدارة الأمريكية وفرض الإرادة الأمريكية على القرار المصري، كما كانت تفرضه أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك. كل ذلك يحدث الآن عالمياً باتجاه مصر ومن أجل مصالح الآخرين وكيف يمكن استثمار ما يجري الآن في مصر من تحرك ديمقراطي يقرره الشعب المصري بكافة أطيافه وأحزابه السياسية وتنوعها وتعددها التي أتمنى شخصياً أن يسود التسامح والتفاهم والحوار بين كافة فصائل المجتمع المصري ومنهم الإخوان المسلمون الذين يجب أن يشاركوا في الحوار، وألا يعمل البعض على اقصائهم أو إلغائهم فالحوار وحده الذي يجب أن يقوده الحكماء والعقلاء هو الكفيل بعبور هذه الموجة العنيفة التي أثارت غباراً في الجو المصري، وهاهم أعداء مصر وأعداء الأمة العربية يحاولون الاصطياد من خلال غبار هذه العاصفة. لكن ما يدعو للحزن والألم والأسف والحسرة هو غياب الأمة العربية عما يجري في مصر، فلم نسمع دعوة حتى لاجتماع المندوبين الدائمين العرب بجامعة الدول العربية، ولم نسمع دعوة لوزراء الخارجية العرب، ولم نسمع دعوة لعقد قمة عربية، ونسأل الآن: أين العرب من قلب العرب؟!