12 سبتمبر 2025

تسجيل

جرائم الأحداث

21 يوليو 2021

تعتبر ظاهرة الاحداث من اهم المشكلات التي تواجه المجتمعات، وهم ظاهرة اجتماعية قديمة تهدد أمن وسلامة المجتمع ومستقبله وكيانة، يجب الوقاية منها، حيث يتعرض الأبناء الى احدى المشكلات التالية التي تتخذ شكلا من اشكال الهرب من المنزل، الكذب، السرقة، التخريب، الضرب، اعمال تتصل بالجرائم الجنسية، او بجرائم الاداب العامة أو السكر والقمار والتسول... الخ، كلها تمثل سلوكيات مخالفة للمجتمع، والحدث باختصار الانسان الصغير السن والذي يمثل لأسرته وكيانها امل المستقبل. المقصود بالحدث: كل ذكر أو انثى اتم السابعة من عمره ولم يبلغ السادسة عشرة من العمر وقت ارتكاب الجريمة، عند وجود احدى حالات التعرض للانحراف. المقصود بالانحراف: يعرف الانحراف بأنه الخروج عن الطريق الصحيح. تعريف الحدث في القانون وهو الغلام (ذكر - انثى) الذي لم يبلغ سن الرشد القانوني ويعتبر بلوغه هذه السن دليلا على اكتمال قدارته، فتكتمل أهليته لتحمل المسؤولية ما لم يوجد سبب اخر لانعدامها كالجنون على سبيل المثال، وعلىهم اثبات ما اذا كان مصابا بمرض عقلي لأن في هذه الحالة يودع الحدث احدى المؤسسات الصحية المتخصصة، لذا يعتبر الادراك شرط المسؤولية الجزائية، لذلك فالقانون حدد معنى الحدث، فالحدث ليس الصغير منذ ولادته، وانما يعتبر حدثا كل من دخل سن التمييز من سبع سنوات وتنتهي ببلوغ السن الذي حدده القانون للرشد. خطورة ظاهرة الاحداث على المجتمع تتصف جريمة الاحداث بخطورة ذات بعد على كيان المجتمع، فيصبح الحدث طاقة معطلة لا تفيد المجتمع وكيانه بل تضره وتجلب له الاذى مما ينتج عنهم من ارتكاب مختلف أنواع الجرائم ومن اثار وخيمة ومستقبلية على المجتمع، حيث يعتبر جرائم الاحداث كاجرام الكبار يعود بالضرر على المجتمع، واذا تعود الحدث على الاجرام وبدأ حياته بالاجرام ثم اعتاد عليه فإنه يصبح من الصعب إصلاحه عندما يبلغ سن الرشد. العوامل المؤثرة في جرائم الأحداث تعد العوامل الاجتماعية التي تربي الحدث فيها واحاط بها وهي مجموعة من الظروف التي يتربي فيها الحدث والتي تشكل شخصية الحدث في المجتمع، ولا شك أن الاسرة هي الوحدة المركزية للتنشئة الاجتماعية، ولها دور كبير في تشكيل سلوكيات الحدث من خلال بعض ظروف المعاملة وطرق التربية وعدم إعطاء الطفل مساحة للتفكير او الاختيار، فهناك من الاسر من يتدخل حتى بالتخصص الدراسي وغيرة ومن اهم العوامل المؤثرة على حياة الحدث وتشكيل سلوكه، وبالطبع أن وجود الحدث في بيئة اسرية سيئة (غير ملائمة) بالطبع سوف ينحرف، ثانيا العامل الدراسي تلعب البيئة الدراسية دورا مهما في تنشئة الفرد وهي تعد البيئة الثانية بعد الاسرة وربما يجالس الطفل زملاءه ومعلميه اكثر من والديه في بعض الاحيان، لذا يعتبر للزملاء والأصدقاء دور مهم في اكتساب الصفات الحميدة او السئية، فإن الحدث المنضم اليهم سوف يكتسب نفس السلوك الذي يمتلكه قرناؤه، وأيضا مستوى المعيشة يعد عاملا مهما في تكون سلوك الحدث، لذا يعتبر الفقر من أسباب انتشار التسوول لبعض الأطفال للبحث عن المادة، مصدر للرزق لهم، ولذا يتولد بهذه الطريقة السلوك الاجرامي للطفل. دور الدولة في الحد من ظاهرة الأحداث انشأت الدولة مؤسسات ودور رعاية لحماية الأحداث، وهذا لأهمية الحدث في المجتمع القطري ولخفض جرائم الاحداث، مثال على ذلك انشاء ادارة مختصة للاحداث بوزارة الداخلية اطلق عليها (شرطة الاحداث) ومن اختصاصتها التحري والتحقيق في قضايا الاحداث والقبض عليهم. انشأت أيضا (إدارة الحماية الاجتماعية) بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وهذه الإدارة مختصة في البرامج والأنشطة الطلابية بالتنسيق المستمر مع المدارس ومراكز الشباب في التوعية للحد من الانحراف، كما لها انشطة اخرى في حدود هذا الاختصاص. أنشأت قسما بالنيابة العامة سمي (نيابة الاحداث) وتختص بالجرائم التي تقع من الحدث شخصيا. وأخيرا ختاما: يجب تعليم الطفل القيم الأساسية وتنمية الاحترام لهوية الطفل وتوفير دعم عاطفي إيجابي للطفل من الاسرة والمدرسة وتجنب المعاملة القاسية أو السئية، وينبغي من وسائل الاعلام عن التقليل من عرض الصور الإباحية والمخدرات والعنف على الشاشة، تعزيز وتنمية الأطفال باستغلال مواهبهم العقلية والبدنية الى اقصى طاقتهم بأمور تفيدهم في مستقبلهم. كاتبة وقانونية