26 أكتوبر 2025
تسجيللا يصح إلا الصحيح وأخيرا تأكد للعالم بأسره ومما لا يترك المجال لأي شك أن كأس العالم 2022 ستكون في قطر، نعم في قطر ولأول مرة في التاريخ ستكون في شهري نوفمبر وديسمبر (21 نوفمبر – 18 ديسمبر 2022) خلافا للدورات السابقة التي كانت تنظم في الصيف. أخيرا شاهد العالم وعلى المباشر من العاصمة الروسية موسكو مراسم استلام أمير قطر تنظيم كأس العالم 2022 ما يعني أن الأقنعة سقطت وأن الحاقدين والمضللين والكاذبين قد انكشفت أمورهم ولا مجال للتضليل والكذب والتعتيم والتزييف واتهام دولة قطر بكل النعوت والصفات لحرمانها من استضافة هذا الحدث العالمي. نعم منذ الإعلان عن فوز قطر في ديسمبر 2010 باستضافة كأس العام سنة 2022 بادر العديد من الدول بحملات إعلامية هستيرية ضد قطر. ولاحظنا منذ ذلك التاريخ حملات عديدة من قبل دول عريقة في الديمقراطية والنزاهة الإعلامية كبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ودول أخرى كذلك تدعي العروبة والإسلام انخرطت في حملة النيل من دولة قطر والحيلولة دون تنظيمها لكأس العالم. كعينة لآلاف المقالات الحاقدة على قطر هذا ما كتبته صحيفة بريطانية: " مونديال قطر يسير من سيئ إلى أسوأ...العمل على ملاعب كأس العالم 2022 ما زال بطيئاً، فلم يتم إنجاز العمل إلا في عدد قليل من الملاعب، مع انقضاء أكثر من نصف المدة بين حصول قطر على تنظيم كأس العالم وإقامته فعلياً، والمنظمات الحقوقية ما زالت تتحدث عن المعاملة السيئة التي يتلقاها العمال. وهو ما ذكرته منظمة العفو الدولية في تقرير لها عن إجبار العمال على العمل ساعات طويلة، وسحب جوازات سفرهم، فضلاً عن إقامتهم في أماكن غير لائقة، وتعرض بعضهم إلى حوادث أدت إلى وفاتهم وآخرهم عامل بريطاني مطلع العام الجاري. وهذا ما كتبته جريدة عربية تصدر في لندن " تم تداول الكثير من الأنباء في الأوساط الرياضية المحيطة، تُشير إلى وجود تهديد بسحب استضافة كأس العالم من قطر. ولطالما تكررت هذه الأحاديث مراراً من جرّاء الأوضاع في المنطقة. ورجحت الأوساط المحيطة أن تخسر قطر حق بث ونقل مباريات كأس العالم للعام 2018. بل وأكثر من ذلك؛ إذ تُشير المعلومات أيضاً إلى أن استضافة بطولة 2022 ستكون من نصيب الولايات المتحدة أو إنكلترا". وعندما ساءت سمعة الاتحاد الدولي لكرة القدم بخصوص الفساد المالي والرشى بادرت أمريكا من خلال المكتب الفيديرالي للتحقيقات (FBI) بالتحقيق في الموضوع واستطاعت الإطاحة بكل من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ساب بلاتر وكذلك ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السابق و42 مسؤولا من الهيئة الدولية للعبة وكان الجميع ينتظر الكشف عن تورط قطر أو مسؤول قطري في عملية رشوة لاستضافة تنظيم الكأس، لكن دون جدوى. وهذا ما فند ويفند كل ادعاءات الحاقدين على قطر. الغريب في الأمر هو أن دول مجاورة ودول تدعي العروبة والإسلام ودول تتغنى بمجلس التعاون الخليجي بذلت كل ما أوتيت من قوة لإفشال تنظيم قطر لكأس العالم 2022. دول دفعت عشرات الملايين من الدولارات، دول نظمت مؤتمرات للنيل من سمعة قطر ومن تنظيم قطر لكأس العالم. آخرها جريدة عربية دولية مرموقة تتكلم عن كأس العالم في روسيا ونجاح التظاهرة العالمية وتتكلم عن كأس العالم القادمة في 2026 (أمريكا- كندا والمكسيك) وتتناسى وتتجاهل كلية كأس العالم 2022 في قطر. وهنا نلاحظ قمة الانحطاط الأخلاقي والمهني وقمة الحقد وقمة التضليل والتشويه مع الأسف الشديد. وهذا أمر طبيعي إذا علمنا أن أحد المسؤولين في دول الحصار قال بالحرف الواحد لو تتخلى قطر عن استضافة كأس العالم سنفك الحصار. مع الأسف الشديد هذا وهذه هيستيريا وقمة الحقد والكراهية. قطر بتنظيميها كأس العالم ستشرف العرب والمنطقة وستقدم أدلة دامغة للعالم بأسره أنها قادرة على التنظيم والإدارة والإبداع والابتكار. كأس العالم 2022 سيكون مختلفا، مختلف في مجالات مختلفة. أولا التوقيت سيكون في الفترة ما بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر ما يعني أنه سيكون في فترة تختلف عما تعود عليه العالم سابقا وهذا مفيد للمنافسة حيث يكون اللاعبون في لياقة بدنية جيدة أي يكون في الثلث الأول من الدوريات التي يلعبون فيها وليس في نهاية هذه الدوريات والتي يكون اللاعب فيها مرهقا ويكون لعب أكثر من 40 مباراة. الخاصة الثانية التي سيتميز بها مونديال قطر هو أن الجمهور يستطيع أن يتابع 3 مباريات في نفس اليوم بدون عناء وهذا لقرب الملاعب من بعضها البعض وكذلك توفير المواصلات العامة (القطار) بين هذه الملاعب. فالرحلة بين ملعب وآخر لا تتجاوز النصف ساعة وهذا على عكس مونديال 2026 حيث يتوجب على الجمهور التنقل من بلد لآخر (أمريكا- كندا- المكسيك) لمتابعة المباريات. فالتنقل داخل أمريكا مثلا يتطلب ساعات عديدة. تنظيم قطر للمونديال فرصة لإبراز التاريخ والثقافة والحضارة العربية للعالم، فرصة لإظهار حوار الحضارات والديانات، فرصة لإظهار قدرة العرب على الإدارة والتسيير واستعمال آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في تنظيم الأحداث الرياضية العالمية. ما يندى له الجبين هو موقف عديد الدول من تنظيم قطر للمونديال. لماذا الحقد والحسد؟ ماذا سيستفيدون من عدم تنظيم قطر للمونديال؟ أين هو المشكل ولماذا صرف الملايين لشيطنة دولة قطر ولنشر بيانات ومعلومات كاذبة لتشويه سمعة قطر. أما بالنسبة للدولة الصغيرة حجما والكبيرة وزنا، قطر، فإنها كدولة من دول هذا الكون لها الحق أن تتقدم لاستضافة كأس العالم ولها الحق أن تنظم كأس العام ما دام أنها تتوفر على الإمكانيات والقدرة على التنظيم فلماذا لا؟ وهي بهذا تقدم خدمة جليلة لإنجاح اللعبة في المنطقة والعالم بأسره. كما يجب على الإعلام الغربي والعربي والدولي وعلى الحساد والحاقدين أن يعوا أن من حق الدول العربية ودول الخليج والشرق الأوسط أن تنظم كأس العالم لكرة القدم، فزمن الاستعمار والحماية والوصاية ولى وللأبد. سقطت الأقنعة وتأكد للعالم بأسره أن مونديال 2022 سيكون في قطر رغم أنف الحاسدين والحاقدين وسيكون فريدا من نوعه وقمة في النجاح من حيث التنظيم ومن حيث أداء اللاعبين ومن حيث راحة الجمهور ومن حيث حوار الحضارات والثقافات وتقارب الشعوب والتعرف على الحضارة العربية الإسلامية والتعرف على دولة اسمها قطر، دولة صغيرة في المساحة وعدد سكانها قليل، لكن العبرة ليست في الحجم ولا العدد وإنما في الأداء المتميز.