11 سبتمبر 2025

تسجيل

الموضوعية تميز أقلامنا

21 يوليو 2017

ما الذي يميزنا عن الآخر؟ وخاصة في مجال الإعلام؟ إننا وعبر كل الأقلام التي تمارس الكتابة نتميز بالموضوعية ونحرص جميعاً على أن نلتزم بتوجيهات قادتنا، حتى عندما شنَّ البعض حمله شعواء قوامها الكذب والدجل، فإن الأقلام الشريفة في هذا الوطن تربأ بأن تنساق خلف مواضيع لا تخلق مع الحقيقة جسوراً مع القارئ. كما أن إعلامنا المسموع والمرئي يؤكد بالدليل القاطع أن الإنسان في هذا العصر على وعي تام بمجريات الأمور، وأن أصحاب الصوت العالي بلا شك هم الأبعد عن طرح الحقائق.مع الأسف، كنت أتابع حديثاً لأحدهم ولم يكلّ أو يملّ من طرح الأوهام والأكاذيب حول وطني قطر، ولأن حبل الكذب قصير، فقد وقع في المحظور وهو يقول إن قطر ساهمت في صنع بن لادن! يا الله.. بن لادن صناعة سعودية يا سيدي.. وجهيمان صناعة سعودية يا سيدي الواعي والمدرك، وإذا أردت النماذج، فهناك في جوانتناموا شواهد عن عدد من أبناء السعودية، كما أن عددا آخر بين يوم وآخر يمارسون ابداعاتهم في قتل الأبرياء، ولدينا المثل الشهير "خبز جنزتيه إكليه!!" ومع هذا فنحن هنا في وطن السلام لا نفرح بآلام الأخير؛ لأن هذا ليس من شيم أبناء هذا الوطن.أعود إلى الإعلام الذي يعرفه البعض، هذا الإعلام المبني على الصراخ والعويل والكذب والدجل، هذا الإعلام الذي أصبح جزءاً من الماضي، الآن الفضاء مليء بآلاف الأقمار وآلاف المحللين وأصحاب الرأي، قديماً أيام بعض الإذاعات والأصوات، ارتمينا في أحضان بعض الأدعياء، ولكن الواقع المعاش أمر آخر، وعلينا جميعاً أن نكون صرحاء مع الإنسان وأن لا نغلف كل المواضيع بما هو أبعد عن القصور.آه.. نسيت أن أقول.. إن الجزيرة قد غيّرت من مسار الإعلام العربي، وهذا ما يجعل الآخر يرتعب؛ لأنه يخشى أن يتعرى عبر قناة أخذت على عاتقها أن تقدم الرأي والرأي الآخر وأن تخلق مدرسة للإعلام.. نعم مدرسة حاولوا تقليدها.. ولكن تناسوا أن الاستنساخ قد يكون مصيره الفشل.. وأن الأصل سيظل محتفظاً ببريقه.وأخيراً، أقول: تعلموا من الجزيرة.. كيفية مخاطبة قلب وعقل الإنسان.. والإنسان يتعلم من المهد إلى اللحد.. وأنتم وإن كنتم نزلاء الفنادق، فإن عقولكم مدفونة في اللحود.