19 سبتمبر 2025

تسجيل

يحدث في مساجدنا (5)

21 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أتاح لي شهر رمضان الفضيل التنقل بين عشرات المساجد في الدوحة وأحيائها وضواحيها، والوكرة والوكير للصلاة فيها، وما لفت انتباهي، ما أعتقد أنه أمر في غاية الأهمية، ومن شأنه لو تكافت جهود المسؤولين لكان خيرا، ويضفي جمالا وهيبة على مساجدنا . لم يعد يخفى على أحد الأهمية الكبرى التي تحتلها الشجرة في حياة الإنسان والحيوان وكل الكائنات الحية، ولا يخفى على أحد كذلك مكانة المساجد في عقيدتنا الإسلامية، وتعلق قلوب المسلمين بها، والرغبة في رؤيتها في أجمل وأبهى حللها المعمارية، وهنا تكون للشجرة ومشتقاتها أهمية كبرى في إكمال روعة المساجد وجمالية هندستها . عند النظر إلى خريطة المساجد في الدولة، يتضح أن عددها في تزايد مستمر يكاد لا يخلو حي ومنطقة أو شارع، إلاّ وتحتضن ما بين خمسة إلى سبعة مساجد وأكثر بحمد الله وفضله، فالدولة لا تقصّر في تشييد المساجد وصيانتها وتطوير مرافقها، والمحسنون أيضا من رجال ونساء .لكن الكثير من هذه المساجد تشكو من تصحّر ساحاتها الخارجية أو المحيطة، ...قاحلة في معظمها وجرداء خالية من الأشجار والمساحات الخضراء، مع أن العديد من المساجد تحيط بها أراض خالية، وأحواض مخصصة للزراعة، وتصلح لاستثمارها بزراعة الأشجار الظليلة، وبالمسطحات الخضراء، لكن مع الأسف غير مستغلّة، وبالتالي تبدو المساجد والجوامع للناظر بأنها كتل إسمنية باهتة اللون على أشكال معمارية وهندسية رائعة الجمال من الخارج، ومن الداخل بزخارفها الإسلامية الجميلة والمريحة للنفس .هذه المساجد التي هي بيوت أذِن الله أن تُرفع ويذكر فيها اسمه، لماذا لا يتم زراعة ساحتها الخارجية بالأشجار دائمة الخضرة، ففوائد الشجرة لا تحصى ولا تعد حتى تكاد تصبح الملاذ للإنسان لوقايته وحمايته من لهيب الشمس الحارقة، ومن العواصف الرملية التي تهب على البلاد في فصل الصيف الشديد الحرارة، والأشجار توفر الانشراح والراحة النفسية، فهذه الفوائد وغيرها تجعلنا نرعى الشجرة التي لا يأتينا منها إلا الخير والنفع، والإكثار من زراعتها، فما بالك بالمصلين الذين تضطرهم الظروف إلى أداء الصلاة في ساحات المساجد الخارجية.لا عجب إذا أن يخلّد الله تبارك وتعالى ذكر الشجرة في ما أنزل على نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من وحي في تخصيص الشجرة بالذكر، والإشادة بها وضرب المثل والتشبيه بها والقسم بها، ولا يمكن لمسلم مؤمن يقرأ كتاب الله العزيز ويستهدي بهدي سيد الأنام سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إلاّ أن يكون حبيبا للشجرة، رفيقا بها عطوفا عليها، عاملا بكل ما في وسعه من أجل نموّها وتكاثرها لتكون جنة مصغرة يتنعم بها المسلم في الدنيا، ويتخذها مثلا ونموذجا حيّا وملموسا لما ينتظره في الدار الآخرة .فلتقم لجنة من إدارة المساجد في وزارة الأوقاف بجولة على مساجد الدوحة، بل ومساجد الولة قاطبة، وبالتالي تضع تصورا ومخططا أمام الجهات المسؤولة بالوزارة لتقوم بدورها بالتنسيق مع هيئة الزراعة بوزارة البلديات والتطوير العمراني لتنفيذ مشروع تشجير ساحات كل مساجد الدولة ورعايتها لما تضفيه من جمالية وروعة على المكان . ومن الممكن تكليف المؤذنين، أوالمكلفين بتنظيف المساجد برعاية هذه الأشجار وسقايتها، وهنا لا بد من الاستفادة من مياه الوضوء بجمعها وفق نظام خاص، وبالتالي تصريفها إلى حديقة المسجد للاستفادة من إروائها، ونأمل أن تتغير هذه الظاهرة السلبية في القريب العاجل ....وإلى الثلاثاء المقبل .