18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كثيراً ما تحدث وكتب المثقفون مطالبين بضرورة توفر الحرية لأعمالهم الإبداعية، وإطلاقها لهم، وربما يغالي أحدهم أو بعضهم بالمطالبة بضرورة أن تكون هذه الحرية على نطاق واسع، مما هي في إبداعاتهم.وقد تندهش عندما ترى أن المطالبين بالحرية هم أنفسهم الذين يستخدمونها استخداماً لا يليق بمفهوم الثقافة، وبالتالي لا يؤطر هذا الاستخدام لمشهد ثقافي، عندما ينتج أمثال هؤلاء منتوجاً هو والعدم سواء.وللدلالة أكثر على ما سبق، فإننا نرى في كل زمن وحين أن أمثال هؤلاء ممن يتغنون دائماً على إيقاع الحرية، ويعلقون إخفاقاتهم الثقافية على فقدانها، نراهم يفصلون حريةً على مقاسات إبداعاتهم فقط، دون أن تشمل غيرهم.وقد تندهش أكثر عندما تجد أن الحرية التي أتيحت لأمثال هؤلاء المتباكين عليها، تجدهم يستخدمونها ضد الحرية ذاتها، فيسيئون استخدامها إما بفحش ضد الآخرين، وإما بقذع إبداعي، أيضا هو والعدم سواء.وتزيدك الدهشة، عندما يدعي أحدهم أن الحرية ستنظم نفسها بنفسها، غير أن الدهشة تصيبك أكثر عندما ترى أن الحرية لأمثال هؤلاء قد ضلت طريقها، للدرجة التي يفتقد المتباكون عليها أهم دلالتها، وهي استخدامها في سياقها الطبيعي، لنصل هنا إلى بيت القصيد بأن هؤلاء يطالبون بتفصيل حرية على مقاساتهم الخاصة.هؤلاء يجعلون الحرية – على الرغم من أخطائهم في ممارستها- حكراً عليهم وحدهم، وكأنها خلقت لهم ولهم فقط، وليست لغيرهم، فيمارسون ضد غيرهم قمعاً يفوق قمع العصور الوسطى، على الرغم من أنه كان يفترض فيهم أن يكونوا نموذجاً في ممارسة الحرية. كيف لا وهم قد ملأوا الآفاق ضجيجاً بأن الفكر لا يحارب إلا بالفكر، وليس بالقهر، أو بالقمع؟غير أن هذه هي المعايير المزدوجة التي يمارسها أصحابها على أوسع نطاق، غير عابئين بمبادئ أو مثل، أو حتى قيم ثقافية يزعمون انتماءهم إليها. فأمثال هؤلاء ليس لهم سوى نفايات التاريخ والثقافة، مهما كان فضاؤهم الإعلامي، وما أحدثوا حوله من صخب بدعوى انتمائهم إلى شريحة المثقفين، فالمبدعون وأهل الثقافة منهم براء.