12 سبتمبر 2025

تسجيل

من بطولات (بدر) إلى نهفات (أبو بدر)!

21 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في كل عام ومع بداية الشهر الفضيل، لا بد أن نسمع في البرامج الدينية الأسئلة نفسها: يا شيخ (المسواك) بيفطر؟ مع أن شيوخ وعلماء المسلمين منذ السنة الثانية للهجرة أفتوا بأنه لا يفطر، إلا أننا لازلنا نسأل السؤال نفسهه!! وكذلك في كل عام نكرر على مشايخنا السؤال نفسه: يا شيخ قطرة (العين ) بتفطر؟ مع إن معلم التربية الإسلامية ونحن في الصف الثالث الابتدائي قال لنا إنها لا تفطر، إلا أننا لازلنا نسأل السؤال نفسه، رغم بلوغنا من العمر عتيا!! وكذلك سؤالنا عن (التحاميل) ؟!! فمنذ اكتشاف (التحاميل) ونحن نسأل عن أنها تفطر أو لا تفطر، رغم إجابة السؤال بحدود المليون مرة من قبل مشايخ الأمة؟!! في ظل الثورة التعليمية التي نعيشها وفي ظل الإنترنت الذي ننعم به بات مخجلا أن نعيد ونسأل مشايخنا الأسئلة نفسها، بصراحة علينا أن نترك إجابة تلك الاسئلة لـ (جوجل) ولصحيح البخاري، ونسأل مشايخنا بما هو أعظم وأهم، مثلا: يا سيدنا الشيخ هل استعانة أهل غزة ببعض حكام العرب حلال أم حرام، خصوصا أنهم بحكم الأموات؟ كذلك علينا أن نسألهم: عن حكم صيام زعيم عربي أغلق أحد المعابر بوجه أهل لنا يعانون من بطش الاحتلال؟ والأهم أن نسألهم ما حكم عدم الشعور بالسعادة والفرحة عند حلول عيد الفطر السعيد بسبب وجود هذه العينات التي (تسم البدن) من زعماء الأمة؟رغم أن شهر رمضان المبارك كان عبر التاريخ الإسلامي هو شهر البطولات والفتوحات، ففيه انتصر الحق على الباطل في غزوة (بدر)، وبدل أن نحدث الأجيال عن هذه الملحمة الإسلامية وأن ننتج عملا ضخما يكرسها ويعيد فينا العزيمة وكرامة الأمة، أنتجنا عوضا عنه مسلسل باب الحارة ليكون (أبو بدر) المغلوب على أمره، والذي لا يتنفس إلا بعد أن تسمح له (فوزية) بذلك، ليكون هو سيد الشاشة والمثال الأعلى للأجيال القادمة!!. في شهر الخير فتحنا مكة، وفتحنا الأندلس، وفتحنا أنطاكية، وفتحنا بعلبك، وفتحنا الكرك وصفد، وفتحنا عمورية. فتركنا كل تلك الفتوحات العظيمة دون أن نقدم أي مسلسل تاريخي يجسدها وقدمنا للمشاهدين فتحة (هيفاء وهبي) عبر ظهورها المتبرج في أحد مسلسلات رمضان!!ولا أدري إن كانت هيفاء وهبي وهي صاحبة أغنية (بوس الواوا) ستبقى ثابته على موقفها ام ستتغير مع التقدم الميداني لتنظيم داعش فتغني لهم بعد ذلك (أبوس التوبة).برامج المسابقات التي تنتشر على الفضائيات العربية تفضح مدى الانحدار الثقافي الذي يعاني منه شباب الأمة.فاليوم تسأل الشباب: من هو (الحبيب بورقيبة)؟ فيجيبك: لاعب ليفربول الإنجليزي، وحين تسأل من هو رئيس اليمن حاليا: يجيبك: عبدالله بالخير، وحين تسأل متى استشهد البطل عمر المختار؟ يجيبك: بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، وحين تسأل من هي (زرقاء اليمامة) ؟ يجيبك: بطلة مسلسل (نساء حائرات). وحين تسأل ما أوّل ما فعله المسلمون عند دخولهم (الأندلس)؟ فيجيبك: قطعوا خطوط الإنترنت. وحين تسأل من هو العربي الحاصل على جائزة نوبل في الآداب؟ يجيبك: عدلي منصور، وحين تسأل عن أشهر قصائد المتنبي؟ يجيبك: الأماكن.في هذا الشهر الفضيل كان علينا أن نعيد ونقيم ذاتنا ونقدم ما يرتقي بأنفسنا دينيا وأخلاقيا وتربويا وثقافيا، لا أن نرمي آذاننا لثرثرات الداية (أم زكي) وفزلكات صاحب (السعادة) في زمن نحن فيه أصحاب (التعاسة).كان علينا ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة أن نوقف بث كل تلك (التفاهات) ونعيد بث الروح (الثورية) في أمتنا، تضامنا مع الإخوة في غزة ، لا أن نستمع لبرامج تعلمنا كيفية صناعة (الفتوش) والكبة (بلبنية).اللهم لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وانصر أهلنا في غزة، إنك على كل شيء قدير، اللهم آمين.