13 سبتمبر 2025
تسجيلالله سبحانه وتعالى أمر بالإحسان في آيات كثيرة ، وأخبر أنه يحب المحسنين ، ولا يضيع أجر من أحسن عملا. وقال تعالى: ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) قال ابن عباس وغيره في معنى الآية: هل جزاء من قال: لا إله إلا الله، وعمل بما جاء به محمد إلا الجنة؟. وقال تعالى: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم تفسير الزيادة المذكورة في هذه الآية الكريمة بأنها النظر إلى وجه الله الكريم في الجنة . قال ابن رجب رحمه الله: وهذا مناسب لجعله جزاء لأهل الإحسان ، لأن الإحسان هو أن يعبد المؤمن ربه في الدنيا على وجه المراقبة لله وحضور القلب كأنه يراه وينظر إليه ، فكان جزاء ذلك النظر إلى وجه الله عيانا في الآخرة ، وعكس هذا ما أخبر الله به عن الكفار في الآخرة بقوله: ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) فإن ذلك جزاء لحالهم في الدنيا لما تراكم من الذنوب على قلوبهم، فحجبهم عن معرفة الله ومراقبته في الدنيا، فكان جزاؤهم أن حجبوا عن رؤية الله في الآخرة. الإحسان ضد الإساءة، قال تعالى: ( ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) . وهو أنواع كثيرة: منها ما يكون في عبادة العبد لربه ، كما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال له جبريل عليه السلام : أخبرني عن الإحسان، قال: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) . ومعناه بأن يعبد ربه مستحضرا لقربه منه وإطلاعه عليه ، وأنه بين يديه كأنه يراه ، وذلك يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم ، ويوجب أيضا إخلاص العبادة لله وتحسينها وإكمالها، ومن بلغ هذه المرتبة فقد بلغ أعلى مراتب الدين.ومن أنواع الإحسان : الإحسان في العمل بأن يكون موافقا لما شرعه الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم خاليا من البدع والمخالفات ، قال تعالى: ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) وقال تعالى: ( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ) وإسلام الوجه لله، وإلى الله، معناه: إخلاص العمل من الشرك. والإحسان للعمل معناه: متابعة السنة فيه ومجانبة البدعة ، وأي عمل لا يتوفر فيه هذان الشرطان يكون هباءً منثورا ووبالا على صاحبه.ومن أنواع الإحسان: الإحسان إلى الخَلق من الآدميين والبهائم ، بإغاثة الملهوف وإطعام الجائع والتصدق على المحتاج وإعانة العاجز ، والتيسير على المعسر والإصلاح بين الناس، قال الله تعالى: ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) وقال تعالى: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) وقال تعالى: ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم ) فقد أمر الله سبحانه بالإحسان إلى هذه الأصناف بإيصال الخير إليهم ودفع الشر عنهم ، وقال تعالى: ( إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) فبين الله سبحانه سبب حصولهم على هذه الكرامة العظيمة وأن ذلك بما أسلفوه من الإحسان في الدنيا من صلاة الليل والاستغفار بالأسحار والتصدق على المحتاجين وقال تعالى: ( إن المتقين في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون إنا كذلك نجزي المحسنين ) .