13 سبتمبر 2025

تسجيل

غطي حبيبي فإن ثيابي مبللة بدمه

21 يوليو 2014

لمحمود درويش نزف وعزف يذبح القلب، وقلب من يصمد دون نزف وهو يئن قائلاً:قالت امرأة للسحابة: غطي حبيبيفإن لم تكن مطرا يا حبيبيفكن شجراً مشبعا بالخصوبة.. كن شجراوان لم تكن شجراً يا حبيبي.. فكن حجرامشبعا بالرطوبة، كن حجراوإن لم تكن حجراً يا حبيبي.. فكن قمرافي منام الحبيب، كن قمراهكذا قالت امرأة لابنها في جنازته• * * أيها الساهرون ألم تتعبوامن مراقبة الضوء في ملحناومن وهج الورد في جرحناألم تتعبوا أيها الساهرون؟• * *سيمتد هذا الحصار إلى أن يُحِسَّ المحاصِر مثل المحاصَرأن الضجرصفة من صفات البشرسلام على من يشاطرني الانتباه إلى نشوء الضوء، ضوء الفراشة، فيليل هذا النفقالحصار يحولني من مغنٍ إلى.. وتر خامس في الكمان!الحصار هو الانتظار على سلم مائل وسط العاصفةوحيدون نحن وحيدون حتى الثمالةلولا زيارات قوس قزحهنا عند منحدرات التلالأمام الغروب وفوهة الوقت قرب بساتين مقطوعة الظل نفعل ما يفعل السجناء، وما يفعل العاطلون عن العمل نربي الأمل.• عندما أقرأ أوجاع محمود درويش التي نزفها على الورق يجتاحني وجع عظيم لكني أتأكد أن الفلسطينيين يربون الأمل، وما رأيت عمري كالفلسطيني وقد ربى الأمل طويلاً، فهذا جيل يموت، وخلفه جيل يولد لكنه مازال يحتفظ بالمفتاح رمزاً للعودة، جيل مقاوم يعلم جيلاً قادماً لا خوف من الموت، الكل مشاريع شهادة، فالأرض عرض، ولا تفريط في أرض أو عرض.• مقدرة تماماً حجما (الجنان) الذي أصاب إسرائيل المتغطرسة، المتفوقة عتاداً وعدة، القادرة على تحويل الأرض إلى جحيم وقتما شاءت! مقدرة حجم (جنانها) وقد وجدت نفسها فجأة أمام فصيل ضعيف فقير يملك لحظة المبادأة والضرب وقد عاش عمراً يُضرب!مقدرة حجم الترويع وقد وقفت إسرائيل ربما لأول مرة أمام فصيل في يده بادرة إحلال الرعب، وتسكين سراق الأرض في مخابئ تحت الأرض بكل ما يترتب على ذلك من خسارة فادحة، وهلع أسطوري، وشلل اقتصادي فادح، مقدرة حجم الجنون الذي أصاب إسرائيل بفعل الصواريخ المنهمرة عليهم ولو عرفت إسرائيل حجم السعادة التي تغمر قلوب ملايين العرب من الماء إلى الماء لصبت غضبها على الجميع دون هوادة.• الآن تتأكد إسرائيل أن الشعب الفلسطيني بكل فصائله ليس لديه ما يخسره فالموت أصبح عادة يومية كشرب الشاي والقهوة، والحزن أصبح ملح الأيام المقبول، والحق ينتظر دوره ليكون إلى جانب من ارتقى! أرأيتم عيوناً تفرح بالموت؟ إنها هناك في بقعة صغيرة صابرة اسمها غزة.• كنت أتصور عاصفة من اللوم العربي على أنجيلا ميركل أول من أدانت سقوط الصواريخ على المستوطنات بينما عميت عن مذابح غزة الوحشية التي لن يكون آخرها مجزرة (الشجاعية) لكن يبدو أن العرب الأفاضل (موافقون) ضمنياً على إدانة الست أنجيلا! يا حمرة الخجل رحتي فين؟• مازالت تصرخ ملتاعة: فين الملايين؟ الشرف العربي فين؟ الغضب العربي فين؟ الدم العربي فين؟ فين الملايين؟ لم تسمعني وأنا أجيبها.. بلاش دوشة.. الجماعة نيمين.. نيمين.. نيمين.. ممكن يصحو بكره، أو بعده، أو بعد سنين! المهم استمروا يا سادة في شخيركم المنتظم، نرجو لكم أحلاماً سعيدة، وتصبحون على كرامة.