19 سبتمبر 2025

تسجيل

من هنا المبدأ (1)

21 يوليو 2014

لا شك أن الأمة اليوم تمر بأحرج المنعطفات في تاريخها. فما أكثر جراح الأمة، وما أوهن الضماد التي قدمت لعلاج هذه الجراح. انظر حولك ستجد الباطل وقد انتفش، الفساد في كثير من البلاد الإسلامية قد انتشر، والظلم فيها قد عم، كثرت أنات الثكالى، ودمعت عيون المظلومين، وآهات المكلومين في كل مكان، تكالب علينا المتكالبون. نعيش بين كيد أعدائنا المعلن وجهل أبنائنا الواضح وتخاذل حكامنا الأوضح إلا من رحم الله منهم . لذلك عم الكرب بالأمة، ولا نملك حيال كل هذه الغمة إلا الدعاء. ومع ذلك ندعو الله ولا مجيب. ويدعو الصالحون ولا تفريج للهم، وتدعو الثكالى ولا زوال للكرب الذي تمر به الأمة.. فأين الخلل؟قبل محاولة تشخيص الخلل، دعونا نتذكر يوما أشبه في المضمون بيومنا الذي تعيشه الأمة اليوم، يوم انقطع المطر عن بنى إسرائيل في عهد نبي الله موسى، يوم أن عم الجدب، وعظم الخطب، واشتكى القوم العطش، وأوشك الهلاك أن يبتلع القوم ابتلاعا. فشكوا إلى سيدنا موسى، الذي رفع يديه إلى السماء طالبا من الله تفريج الكربة عن أمته، تضرع سيدنا موسى ودعا ربه – كما يدعو الصالحون في أمتنا اليوم- ولكن الله لم يستجب.. فتعجب النبي الكريم وقال: يا رب عودتني الإجابة. فقال تعالى: يا موسى إن فيكم رجلا يبارزني بالمعاصي أربعين عاما.. فليخرج حتى أغيثكم.فبشؤم معصية هذا الفرد منعت الأمة المطر من السماء، وبسبب مبارزة هذا الفرد لله بالمعاصي حل الكرب بالأمة. وبسبب هذا الفرد أشرفت الأمة على الهلاك، هذا الفرد إن وجد في الأمة - أي أمة - فلابد وأن تحل بها الغمة تلو الغمة.