14 سبتمبر 2025

تسجيل

الأديب الطبيب نجيب الكيلاني (4)

21 يوليو 2014

وكان "الكيلاني" شاعراً أيضاً، له أكثر من أربعة دواوين من بينها: "نحو العلا" وقد كتبه وهو طالب بمدرسة طنطا الثانوية و"أغاني الغرباء" و"كيف ألقاك" و"عصر الشهداء". ويتسم شعره في عمومه بالوضوح والبساطة والتعبير الفطري المباشر، وهو غير التعبير الفج المباشر، وتحس في شعره بالصدق والعزوبة في آن واحد، وقد صاغه صياغة عمودية صافية. وفي المجال الإبداعي كتب الكيلاني المسرحية، وله بعض المسرحيات التي استلهمها من التاريخ، ومنها مسرحية "على أسوار دمشق".أما في مجال البحث، فقد تنوعت الموضوعات التي طرقها الكيلاني، فقد كتب في الثقافة الإسلامية والبحوث الأدبية والقضايا الصحية والطبية التي تهم قطاعات عريضة من الناس، ومن أهم البحوث التي نشرها، بحثه عن محمد إقبال "إقبال الشاعر الثائر" ونال به جائزة وزارة التربية والتعليم بمصر (قسم التراجم والسير)، وقد بدا في كثير من أفكاره ورؤاه متأثراً بالشاعر الباكستاني الكبير الذى يمثل مرحلة مهمة من مراحل الجهاد الإسلامي في العصر الحديث.وللكيلاني بحوثه حول نظرية الأدب الإسلامي وتصوراته لهذا الأدب الذي صار اليوم حقيقة راسخة، وله رابطة عالمية تحمل اسمه وتدعو إليه، وتُصدر مجلة فصلية تضم أهم ما ينتجه الأدباء الإسلاميون المعاصرون، ولعل كتابه "الإسلامية والمذاهب الأدبية" مع كتابه "مدخل إلى الأدب الإسلامي" من أبرز بحوثه في هذا المجال. وفي كتابه الأخير يبرز أديبنا الكبير أسباب انحطاط الأدب المعاصر.. على الرغم من كثرة الكاتبين. يقول: "كان لتقسيم الأدب إلى عنصري الشكل والمضمون أثر سلبي لا يمكن تجاهله، فلقد احتفى بعض الأدباء احتفاء زائداً بالفكرة على حساب الشكل الفني، فاختلت الموازين الفنية، وضعف التأثير، وقلت المتعة. وكان ذلك واضحاً أشد الوضوح في "الآداب الموجّهة" فتحول الأدب الى نشرات سياسية، تنطق باسم حزب من الأحزاب، أو شعارات طنانة تهتم وتهتف باسم زعيم من الزعماء...وتوارت القيم الفنية، فتعطلت وظيفة الأدب في السمو بالأرواح والأذواق، وفقدت الأفكار حيويتها وجاذبيتها، وتضعضعت القيم الإبداعية، وأصبح الأدباء يلهثون في ذيل الموكب للحاق بركب المنفعة، فلم يكن غريباً أن تتدهور آدابنا المعاصرة وتتمرغ في أوحال الذلة والهوان".