13 سبتمبر 2025

تسجيل

الثورة بعد وفاة الرسول

21 يوليو 2013

لم تكن وفاة الرسول حدثا عاديا، رغم أن القرآن أخبر به، فمحمد صلى الله عليه وسلم بشر قال الله له: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون)، وقال له: (إنك ميت وإنهم ميتون)، لكن المصاب على المسلمين جلل، والفاجعة كبيرة، إنه رسول الله، خاتم الأنبياء والمرسلين، والرحمة المهداة للعالمين. لقد ثار عمر بن الخطاب رضي الله عنه محذرا من أن يقول أحد مات الرسول، وإلا فسيضرب عنقه، لكن أبا بكر رضي الله عنه رأى أن عمر في هذا الموضع ليس ثائرا حقا، بل دفعته عاطفته وحبه للرسول صلى الله عليه وسلم لإنكار هذه الحقيقة الحتمية، ليعيده الصديق إلى القرآن ويتدبر معه ويهدئ من حالته النفسية، عن ابن عمر قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر في ناحية المدينة فجاء فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسجى فوضع فاه على جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقبله ويبكي ويقول: بأبي أنت وأمي، طبت حيا وطبت ميتا. فلما خرج مر بعمر بن الخطاب وهو يقول: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يموت حتى يقتل الله المنافقين وحتى يخزي الله المنافقين، قال: وكانوا قد استبشروا بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعوا رؤوسهم، فمر به أبو بكر فقال: أيها الرجل أربع على نفسك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات ألم تسمع الله يقول: {إنك ميت وإنهم ميتون} [الزمر: 30] وقال تعالى: {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون} [الأنبياء: 34]. قال: ثم أتى المنبر فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن كان محمد إلهكم الذي تعبدون فإن إلهكم محمدا قد مات وإن كان إلهكم الذي في السماء فإن إلهكم لم يمت، ثم تلا: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} [آل عمران: 144] حتى ختم الآية، ثم نزل وقد استبشر المسلمون بذلك واشتد فرحهم وأخذت المنافقين الكآبة، فقال عبد الله: فوالذي نفسي بيده لكأنما كانت على وجوهنا أغطية فكشفت. وعن ابن عباس، أن أبا بكر الصديق خرج حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر يكلم الناس فقال: اجلس يا عمر، فتشهد ثم قال: أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت فإن الله قال: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} [آل عمران: 144] الآية.