05 أكتوبر 2025

تسجيل

فقر وإفلاس

21 يوليو 2013

نظرا لضيق المساحة المخصصة لصفحة مدارات ثقافيه فإنني أتنازل عن مساحتي اليوم لمراويس للزميلة زهرة السيد على أن أعاود التواصل معكم في الأسبوع المقبل وإليكم مقال بصراحة لم يعد لدى البعض ما يقدمه سوى القشور ولم تعد الأعمال الفنية تبحث عن المضمون وعن المحتوى فمعظم الأعمال صارت سطحية وركيكة خالية من العمق فقيرة ومفلسة إلى درجة مقززة أتحدث عن بعض أو لنقل أغلب الأعمال التي توزعت وانتشرت كالمرض على جسد الفضائيات التي توجهت للجمهور بالدرجة الأولى خلال هذا الشهر الفضيل وضربت. بجميع المثل والقيم والمبادئ عرض الحائط. عن الإطلالة الجريئة لبعض الفنانات في أعمالهن الرمضانية دون الالتفات إلى احترام المشاهد أو حتى إلى القيمة الفنية فيما يقدمون. وعن المظاهر السلبية التي لا تخلو منها مجتمعات العالم بشكل عام لكن يجري تضخيمها وإبرازها بصورة مستفزة في الأعمال التي من المفروض أنها تناقش تلك القضايا وتطرح حلولا لها والبعض للأسف يعتقد أن ما يثار حول إنتاجه الفني من انتقاد وهجوم أو ضجيج إنما هو مؤشر نجاح وكل من ينتقد فهو حاقد يحارب هذا النجاح فأصبحت المشاهد تخلع عنها الحياء في مسلسلاتهم عاما بعد عام وكأنهم قادمون من كوكب آخر لا يعاني ما يعانيه العالم هذه الأيام ولا يعرفون ثوابت المجتمع وقيمه ومبادئه فقليلة جدا هي الأعمال المعالجة لقضايا الأسرة والمجتمع. وقليلة جدا تلك الأعمال التي ترسم البسمة البريئة الشفافة من خلال كوميديا هادفة وقليلة جدا تلك الأعمال التي تشكل مدرسة متكاملة من خلال حملها لرسالة فنية هادفة وكثيرة بل طاغية تلك الأعمال التي جاءت بثقافة الشارع من خلال أخطاء كثيرة وعبارات مستفزة ولقطات خارجة عن الذوق تماما مما جعلها تشكل خطرا على الذوق العام والأخلاق وتساهم في إيصال صورة سيئة جدا للمجتمع العربي المسلم والمحافظ بسبب ما تقوم به من تسويق لما يمكن أن يسمى بثقافة الشوارع والتهريج والترويج لعبارات وحركات أقل ما توصف به أنها قلة حياء وهناك لقطات عرضت منذ أول أيام الشهر الفضيل قد أحدثت نوعا من السخط والاستهجان لدى الشريحة الأكبر من المشاهدين حيث شكلت صدمة كبيرة للمتابعين الذين بدأوا بالمتابعة باحثين عن الجديد والمفيد، إذن هل هذا هو الجديد؟ وهل هذه هي الثقافة التي نود أن نغرسها في أبنائنا من خلال الإعلام العربي الذي من المفروض عليه أن لا يعرض إلا ما يفيد في تثقيف وتوعية أبنائنا وتهيئتهم لمواجهة المتغيرات والأحداث ولا أدري بما أن الأغلبية يرفضون توجهات تلك المسلسلات والقنوات الفضائية والمجتمع بأكمله يرفضها فأي مجتمع تمثل تلك القنوات وإلى متى ستستمر في هذا النهج المصادم لجميع شرائح المجتمع؟ سؤال قد لا نلقى له إجابة وقد يصبح مع الأيام مجرد انتقاد تافه لا يلتفت إليه أحد، للأسف لأن الأعمال الفنية تهبط عاما بعد عام إلى قاع الفوضى والاستهتار بلا حسيب ولا رقيب.