17 سبتمبر 2025

تسجيل

في ضيافة الصادق المهدي.. منتدى السياسة والصحافة

21 يوليو 2011

شعب السودان استعد لإعادة البناء والإعمار بعد أن أصبح طريقه واضحا بالأمس تم الاحتفال بالدوحة بالتوقيع على اتفاقية سلام دارفور.. أمام أعين وشهادة العالم بمنظماته ودوله وشعوبه.. وخلال خطابه في خاتمة الاحتفال ذكّر البشير العالم بأن الحكومة السودانية طوفت حول العالم لتحقيق سلام دارفور.. سرت وبنغازي وأبوجا وانجمينا واحد واثنين وثلاثة إلا أن التدخلات الخارجية منعت تحقيق هذا السلام.. وأقول إن الذين تسببوا في الحرب في دارفور بالتحريض والتآمر، والإمداد من إخوتنا العرب قد نالوا جزاءهم العظيم من قبل شعوبهم قبل عقاب السماء الذي سيكون عظيماً وكبيراً (ومن يقتل نفساً بغير نفس) وهؤلاء سببوا لشعب دارفور.. وللشعب السوداني أذى كبيراً بأدوارهم المخزية التي لعبوها في تأجيج الفتن في السودان.. نحن نعرفهم والشعب يعرفهم والله يعلم بهم تماماً.. والحمد لله أنهم يجدون العقاب الشديد في الدنيا قبل الآخرة فصاروا كالجرذان المرعوبة. إن اتفاق الدوحة هو خاتمة المطاف.. وإذا كانت هناك بقية من تمرد فليرموا بسلاحهم وليعودوا إلى بلادهم في ظل هذه الاتفاقية حتى لا يجعلوها كاتفاقية أبوجا التي شهد عليها(الشركاء) ولكنهم عادوا ووضعوا أيديهم الملطخة بدماء الشهداء من أهل دارفور ومقاتلينا فكانوا بئس المواطنون وبئس الأبناء.. واليوم وبعد انهيار حائط برلين وانكشاف المستور للقاصي والداني عليهم العودة والتوقيع على الاتفاقية.. لا أن يركبوا رؤوس المجانين والمخبولين والموهومين فالسودان اليوم حر عالي الهمة مرفوع الرأس بعد أن تخلص من (الترللة) الكبيرة التي ظلت تعيق تقدمنا وتطورنا.. وشعب السودان اليوم الطريق بالنسبة له واضح.. وقد أعد العدة لإعادة البناء والإعمار. لبيت الدعوة الكريمة التي تلقيتها من الإمام الصادق المهدي للمشاركة في منتدى السياسة والصحافة واستمعت لحشد من ممثلي الأحزاب السياسية المعارضة بحضور مميز من البروفيسور إبراهيم غندور أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني تحدث الإمام الصادق بمداخلة افتتاحية تحت عنوان مستقبل السودانيين عقب تطبيق اتفاقية السلام وانفصال جنوب السودان وقد تحدث السيد الصادق حول اتفاقية نيفاشا وعدد أخطائها كالعادة فذكر أن بها سبعة تناقضات وعشرين نقطة تفجر خلافات. من خلال الندوة والمداخلات التي تمت من قبل ممثلي الأحزاب السادة حسن عبدالقادر هلال باسم الاتحادي الديمقراطي، كمال عمر المحامي باسم المؤتمر الشعبي، عبد العزيز خالد، وآخرين.. خرجت بانطباع واحد لا بديل له هو أن هذه الأحزاب إذا كانت تلك وجهات النظر التي قيلت تمثلها حقيقة فذلك يعني أننا لا نملك أحزابا تملك إرادتها السياسية ولا أحزابا يمكن أن تتفق فيما بينها لكي تشكل رأياً عاماً مسنوداً جماهيرياً لكي نقول للمؤتمر الوطني إما أن توافق مع هؤلاء أو أن ترحل.. لأن الآراء التي قيلت جميعها خطيرة وتنبع من رؤى شخصية صداقات مع بعض رموز الحركة الشعبية وإما أنها مواقف تعبر عن رفض لكل ما هو نابع من المؤتمر الوطني بما في ذلك اتفاقية السلام الشامل التي جاءت كتطور طبيعي لمواقف متينة لهذه الأحزاب من ألمانيا وإثيوبيا وأسمرة بالامتناع والاتفاق على منح الحركة الشعبية حق تقرير المصير! إذاً فيم التباكي على السودان وفيم العويل على خارطة السودان بعد انفصال جنوب السودان في استفتاء نال قرابة المائة بالمائة!؟ أود هنا أن أشير إلى مقابلة أجريت مع الأستاذ الكبير غازي سليمان في الإذاعة السودانية الأسبوع الماضي ووقفت على نضال الأستاذ غازي في عهد مايو.. كيف هرب إلى أسمرة وكيف وضع في السجن هناك تحت الأرض في عهد الإمبراطور هيلاسلاس؟.. وكيف تعرف على الدكتور جون قرنق وأين؟.. ولماذا اغتيل قرنق؟.. والذي استوقفني حقيقة في اللقاء وحنكه وخبرة د. إسماعيل الحاج موسى هو دعوته الصادقة بعدم معارضة هذه الحكومة التي حققت السلام ونفذت بنوده بدقة ومسؤولية مع أنه عاد وقال برغم أنه يختلف معها في أشياء إلا أنه يؤيدها كحكومة لديها الإرادة والقوة. فأين هؤلاء من أولئك الذين يؤيدون عبدالعزيز الحلو ويحاولون تأكيد أنه كان الفائز في الانتخابات!! الملفقة من أصحاب المصلحة من أعوانه بينما الأرقام كانت تقول بغير ذلك.. وكل العملية الانتخابية تمت أمام أعين المراقبين الدوليين والمحليين. وأود أن أطالب السيد أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني بروفيسور إبراهيم غندور بأن يوجه تلفزيون السودان بتلفزة هذه الندوة لكي يشاهد ويسمع الشعب السوداني تلك الإبداعات السياسية والوطنية من قادة ومنسوبي الأحزاب السودانية حول قضايا السودان ولو من قبيل الرأي والرأي الآخر.. ولي عودة لبعض محتويات ومواقف أثناء الندوة ولا أنسى أن أشيد بأريحية الإمام الصادق المهدي الذي استضاف وظل يستضيف مثل هذه المنتديات في منزله العامر. [email protected]