16 سبتمبر 2025

تسجيل

إدارات العلاقات العامة

21 يوليو 2005

المتعارف عليه إن إدارات العلاقات العامة من بين المهام التي تقوم بها أنها حلقة الوصل بين المؤسسة التي تنتمي إليها وبين المجتمع، بمؤسساته وأفراده، وأنها تشكل واجهة للاتصال مع الجهة التي تنضوي تحت مظلتها، عبر آليات محددة، بعيدا عن التعقيد والروتين القاتل. إلا ان البعض من أجهزة العلاقات العامة غيب دوره الحقيقي بسبب " تنصيب " أفراد لاعلاقة لهم برجل العلاقات العامة، فباتت هذه الإدارات شغلها الشاغل كيفية استقبال وتوديع شخصية المسؤول، دون النظر إلى مصلحة المؤسسة أو الوزارة، فليس من المهم صورة هذه الجهة أمام الرأي العام، أو البحث عن افضل الاساليب المتعلقة بايجاد علاقة شراكة مع المجتمع، أو ايجاد آليات عمل متطورة تدفع نحو تفعيل اكثر لدور هذه المؤسسة أو الوزارة في المجتمع....، انما المهم بالدرجة الاولى امور ثانوية هي ليست ضمن اولويات هذه المؤسسة أو متطلبات المجتمع. نعم هناك إدارات علاقات عامة تلعب ادوارا ايجابية، ولها حضور فاعل ومميز، ولا نريد هنا ذكرها حتى لا يقال ان في ذلك " دعاية " أو " تمجيدا " لافراد، ولكن من باب الا نبخس الناس اشياءهم، فهي نموذج جيد، وتعرف اولوياتها بصورة جيدة، وتحدد اهدافها المرحلية والبعيدة المدى برؤية واضحة...، ولكن كم عدد هذه الإدارات، وكم عدد القائمين عليها، ومن العاملون فيها.... ربما وسائل الاعلام ـ خاصة الصحافة منها ـ هي الاقرب إلى تلمس عمل هذه الإدارات، فهي تعاني في كثير من الاحيان من التعامل السلبي من قبل البعض من مسؤولي العلاقات العامة، الذين اساسا لا يعرفون الادوار التي يفترض القيام بها، وبفعل ذلك يسعون إلى فرض رقابة على الصحافة، والاعتقاد بأنها تمثل جزءا أو قسما من اقسام إداراتهم، وبالتالي التعامل يكون مع الصحافة بهذا النمط غير المفهوم، بل تصل الامور للاعلان صراحة انه في حالة عدم انصياع صحيفة ما لما يريده أو يتطلع اليه ذلك المسؤول، فانه سيقدم على حرمان الصحيفة من مصادر الأخبار، ومنع مسؤولي الوزارة من التحدث اليها، والعمل على امداد صحف زميلة بالاخبار على حساب صحف أخرى، وتفضيلها دون النظر إلى ان دوره يفترض ان يكون محايدا ومتعاونا مع الجميع دون استثناء، لكن الوضع لدى البعض مقلوب تماما. للأسف في أحيان تطلب صحيفة ما معلومة من البعض من مسؤولي العلاقات العامة، وتفاجأ هذه الصحيفة ان هذه المعلومة قد عممت على جميع الصحف، علما بأنها هي التي سعت واجتهدت للحصول على تلك المعلومة. لذلك من المهم اختيار العناصر الواعية لدور رجل العلاقات، والسعي إلى تأهيلهم وتطوير قدراتهم باستمرار وفق اساليب ومدارس متقدمة في هذا المجال. نحن نريد ان تكون إدارات العلاقات العامة حلقة وصل فعلية، وليست حلقة "فصل"، نريدها أن تعمل على تسهيل مهمة الاعلام، وليس تعقيدها، ووضع العراقيل، والتفنن في صنع العقبات، نريدها واجهات حضارية، وليست أبوابا مغلقة....