01 نوفمبر 2025
تسجيل"ما هو أكثر حزناً، أن تعيش فقيراً، أم أن تعيش تحت رحمة الآخرين؟" هكذا كانت خاتمة لسؤال تفكري سُئل من قبل كاتبة صحفية غربية رغبت أن تلفت النظر بتحيز على مسار المواطنة في منطقة الخليج في حين ازدهار المنطقة بالقوى العاملة الخارجية. ولا أستغرب من هذا السؤال من تلك الصحفية أو من آخرين يثيرون الجدل حول مسألة المواطنة في الخليج العربي، إذ أدرك أن الخلفية التي تبنى من ورائها هذه الجدلية ما هي إلا مسألة ترتبط بالبترول وما بعد طفرة البترول وكل التحولات التي طرأت على المنطقة. إذ كل ما يتبع البترول يعتبر بالنسبة لهم صراعا للخليجي بشكل عام لإثبات وجوده وسط الفوج الكبير من العمالة الخارجية، بل وصراع المغترب حتى عندما يكون في منطقة الخليج. اختصارا لوجهة نظر الصحفية، فتلاحظ الميول بشكل عام لمثل هؤلاء الكتاب بقصد إثارة الجدل من دون توصيات تأتي من الداخل، فيصعب الإلمام بالشأن المحلي من الأساس. لذلك تظل أداة الجدل أضعف إيمانهم. ولا أختلف في نقطة الصراع الوجودي للخليجي في وسط العمالة الزرقاء وأخرى البيضاء المغتربة، وكثرت المقالات العلمية حول هذا الخلل من بعد فترة الخمسينيات. وأتفهم صراعنا نحن من حيث مسألة الاثبات، فلا يزال الخلل السكاني قائما من حيث تعداد محلي يواجه التقلص مقابل نسبة العمالة الخارجية المتزايدة. بالتأكيد ستكون مسألة الخلل في التركيبة السكانية ومسألة المواطنة والهوية في هذه الحال قضية يتم تداولها بكل أبعادها والحديث عنها من اجل المحافظة عليها وبشكل ضروري. ولا تستغرب أن تكون أوجه المحافظة قاسية بردود فعل مندفعة لدرجة استنكار للمغترب أو المقيم لمجرد تطاوله على الأحوال الجوية!. يظل مفهوم المواطنة في منطقة الخليج أكثر ميولاً نحو نظرية الاحتواء، والذي عززه أيضاً نظام توزيع الثروة في المجتمع وتعزيز مكانة القيم الاجتماعية حوله والخاصة فيه. مما يعني أنه سيكون من الصعب اتساع نظرية الاحتواء مع عدم سهولة الدخول فيه. وفي الصورة الأكبر، يظل هذا المفهوم ينعكس على المعنى الأعمق للمواطنة بشكل عام وتحديد مدى الانتماء والولاء للوطن وما فيه من تفاصيل، قد لا تتوافق مع الرأي العام المحلي لمعايير الانتماء، ولكنها بالتأكيد ليست شأناً للرأي الخارجي أن يتطاول عليه. حيث يظل الشعور أكثر اتفاقا مع الهوية الجمعية التي تخلق أبعاداً مشتركة للوطن مع تفاوت صعوبة تقبل نقد الغريب عنه. وهذا يعتبر صراعا محليا مستمرا بحد ذاته وعلاقته بمسائل كثيرة، منها مثلاً التوطين الوظيفي وغيرها، خاصة وحينما يحاول المواطن أن يحافظ على مكانته وسط فوج العمالة الخارجية فبالتأكيد سيكون له وجهة نظر ضد الآخر المنتقد. فشعور الإقصاء يعتبر من أول جمل الدفاع والرد على التطاول. مشاعر المواطن الخليجي بشكل عام تعتبر مندفعة لعدة تفاصيل، ولا ألوم أحياناً المواطن الخليجي على هذا الاندفاع، فأساليبه المتفرقة في عملية الدفاع تدل على الإحساس بالتهديد في الداخل من فوج خارجي ومن وسط عمالة مهيمنة على السوق الخليجي. وعلى الصعيد المحلي: أنصح أن يتم تخفيف الحدة على الانتقادات التي لا تؤثر على الوطن ولا المواطن بحسب سطحية المحتوى. كما أنصح بكوب من عصير الليمون البارد عندما تشعر بالاستفزاز من تعليقات تتعلق بدرجات الحرارة.