14 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر عرفت الحصار مراراً وخرجت منتصرة في كل معارك السيادة

21 يونيو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); التاريخ يقول إن الحصار ليس جديداً على الدولة منطق الاقتصاد يدعو إلى تخليص المنتج المحلي من المنافسة غير العادلة مع المنتج الخليجي انقلبت الإمارات على مبادئها ومع وجود منصب لوزيرة السعادة كيف يصبح التعاطف مع قطر جريمة الاستثمارات السعودية باتت محل تشكيك لدى المستثمرين الأجانب في ظل سياسات الحصار المتعجلة أكتب الْيَوْمَ لأذِّكر بتاريخ قطر مع الحصارات، فهذه لم تكن المرة الأولى التي تتعرض فيها قطر للحصار بل تعد الثالثة منذ تبلور الدولة القطرية على يد الشيخ محمد بن ثاني حتى استلام الشيخ جاسم راية تأسيس الدولة منذ العام 1878 وحتى العام 1913، واستلام الشيخ عبدالله بن جاسم من بعده رحمهم الله جميعاً. ولنبدأ بتعريف مصطلح الحصار قانوناً ولغة لنحتكم إليه في توصيف الواقع الحالي منعاً للجدل أو إخفاء الحقيقة، فالتعريف الدولي للحصار هو: أن تقوم دولة أو تحالف دول بإغلاق محكم على مكان أو دولة لمنع مرور الأفراد والبضائع من الدخول أو الخروج منها، فيعرف على أنه حصار، وعليه فأن الوضع المفروض الآن على دولة قطر من جيرانها، يعد حصاراً غير قانوني حسب أبسط التعريفات الدولية. 1 الحصار الأول: مع نهاية معركة مسيمير عام 1850 أخذ الشيخ محمد بن ثاني من فيصل بن تركي رئيس الدولة السعودية الثانية معاهدة صلح وكان فيصل آنذاك قوة صاعدة فرأى الشيخ محمد فيه توازناً للقوى فأثارت هذه المعاهدة حفيظة حاكم البحرين محمد بن خليفة الذي قلق من تنامي ذاك التحالف وعندما علم فيصل بذلك طلب من محمد بن ثاني إعداد العدة لأية مجازفات بحرينية. عليها قام حاكم البحرين بالتحالف مع سعيد بن طحنون رئيس بلدان أبوظبي في ناحية عمان آنذاك وحاصروا الدوحة بحراً - كانت عاصمة قطر آنذاك "البدع" لكن سعيد بن طحنون تخوف من تنامي ذاك التحالف القطري/السعودي فتراجعوا وعاد محمد بن خليفة بالتودد لفيصل ومنها سقط الحصار، والمؤامرة بعد فترة لم تتجاوز الأشهر وكانت الإحساء البديل لقطر وتبين لاحقاً أن سعيد بن طحنون كان هدفه الأساسي منع السفن القطرية من مغاصات اللؤلؤ القطرية بينما هدفت البحرين زعزعة سيادة قطر على أراضيها. 2 الحصار الثاني: أعاد الشيخ عبدالله بن جاسم بناء قلعة الزبارة عام 1937 وخلال هذه الفترة تصالح مع قبيلة نعيم في شمال قطر الأمر الذي أثار حفيظة حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين محاولاً إبقاء الزبارة منطقة متنازع عليها، فأعلن حصاراً اقتصادياً على قطر حيث وجد أنها تعتمد على البحرين في التزود بالمواد الغذائية، ويبيع القطريون مواشيهم فيها. استمر الحصار الخانق حتى 1943وبعد ضغط من البريطانيين على البحرين تمكنوا من فك الحصار للتودد لقطر لاستغلال النفط المكتشف بها حديثاً. 3 الحصار الثالث أو الحالي: الْيَوْمَ نرى أن التاريخ يعيد نفسه في هذا الحصار الغاشم الذي يأتي غدراً من جيرانها والمستهدف هو السيادة القطرية والمساس باستقلالية القرار السيادي الداخلي والخارجي. إن الحجج التي سيقت لهذا الحصار غير القانوني ليس على دولة قطر فحسب بل على كل فرد من أفراد الأسرة الخليجية، حيث كسر هذا الحصار كافة المبادئ الدينية والأعراف الأخلاقية والاجتماعية والمواثيق الاقتصادية والعهود. هذه المرة تثبت الأيام أن حصار قطر بمشيئة الله سوف يأتي لصالحها فقد بات المحاصر محاصراً. لقد خسر المحاصرون كثيراً حتى هذه اللحظة وتكشفت نوايا لم تكن في الحسبان. لقد خسروا رهان خلخلة الوضع الداخلي أو تخويف قطر وأهلها لتقوم بتقديم التنازلات. بينما أصبحوا هم من زعزع أمن منطقة الخليج ودمروا منظومة مجلس التعاون وخرقوا القانون الدولي وأرسلوا رسالة للعالم بان دولهم تقوم على تصرفات فردية لا تحترم النظام المؤسسي لديهم وتهتك حرمة الملكية الفردية وحرية الرأي والضرب بمصالح الناس الذين جازفوا لتحسين أوضاعهم الاقتصادية ليجدوا أنفسهم محرومين من أملاكهم و مصالحهم في ليلة مظلمة ، والأمر من ذلك هو تقطيع الأوصال الاجتماعية المترابطة منذ عقود وتفريق الأسر الخليجية حتى وصل بهم الحال اليأس للانتقام حتى من الحيوانات! وقد تعمل قطر لجعل هذا الحصار لخدمة مصالحها فنرى شعارات دعم المنتج الوطني من المواطنين ولكن علينا أن نتعدى ذلك لدعم قطاعات الصناعات الخفيفة والإنتاج المحلي للمواد الغذائية والأساسية من قبل الدولة فلقد فرض علينا وضع نستطيع من خلاله دعم منتجاتنا في وجه التنافس غير العادل الذي كنّا فيه من قبل المنتجات الخليجية. وليس لدي أدنى شك أن الخاسر الأكبر هي دول الحصار فدولة الإمارات مثلا والتي تغنت بتوفير فرص الملكية والاستثمار والرقي في العيش أظهرت قيادتها وجهها الحقيقي لتمنع القطريين من التصرف بأملاكهم وكأنها قد صادرتها، كما تمنع أي فرد يعيش على أرضها حق التفكير لوصايتها على الإعلام وتوجيهه ليصبح بوقا للباطل مع وجود منصب لوزيرة للسعادة تجرم إحساس مواطنيها بأي تعاطف ربما لتصبح سعادة بلهاء دون تفكير أو أحساس. 4 أما بالنسبة للسعودية التي جاهرت بآمال كبيرة على تخصيص شركة أرامكو مثلاً، فبعد هذه المجازفة الخطيرة ! فكيف سيؤمن المستثمر العالمي بهذا الاستثمار الضخم في بلد تقطع المواثيق والعهود في ليلة ظلماء بحجج واهية وكما قال المثل " لقد وضعوا أصابعهم في أعينهم"، أن فشل هذا التخصيص وغيره من الأمور الكثيرة سيدمر مصداقية الاستثمار بالسعودية، يضاف إلى ذلك أن أكبر جرح تسببوا فيه هو الجرح الاجتماعي الذي لن تغفر لهم شعوب المنطقة والذي أشبعتهَم دعاء عليهم خلال شهر رمضان المبارك. إن المكسب الأكبر لقطر هو أثبات أن الحصارات المذكورة دائماً ما تؤدي إلى التفاف شعب قطر حول قائدهم والتماسك عند الشدة، وهنا نتذكر المؤسس الشيخ جاسم بن محمد طيب الله ثراه الذي امتاز بالشجاعة ودهاء السياسة وأيمانه العميق بقدرة قطر رغم صغر حجمها على تجاوز الأعداء وتأسيس دولته، و نلمس ذاك الحس منذ تولى سمو الشيخ حمد بن خليفة نفس النهج والذي يسير عليه الآن سمو الشيخ تميم بن حمد يحفظهم الله. لم تعد قطر الدولة التي يمكن لأحد التهاون بها فقد أصبحت جزءاً من الاقتصاد العالمي ومخزونها من الغاز المسال يزيد على 14% من الغاز المكتشف بالعالم و تزود كافة قارات العالم بالطاقة وبها استثمارات أجنبية تتجاوز مائتين مليار دولار وتتمتع باستقرار واحترام لتعاقداتها وللملكية الفردية وبها تطور تعليمي مفتوح للجميع وفرص كبيرة لشعبها الواعي الغيور على بلده وقيادته و نظام براغماتي متواصل مع الداخل و الخارج بشكل ميسر كما كسبت عبر الوقت ثقة الدول الكبرى كحلفاء لها وأثبتت أنها شريك استراتيجي يمكن الاعتماد عليها ولها استثمارات عالمية بحدود 350 مليار دولار مع وضع مالي قوي، ولذلك أصبح الإنسان القطري مواطناً عالمياً لا يمكن التلاعب بوجوده أو مستقبله. يضاف إلى كل ذلك أنها الدولة الوحيدة بين الدول العربية التي أسست منظومة إعلامية عالمية تحترمها وتهابها كل دول العالم. قطر ستظل شامخة تسمو بروح الأوفياء، وستمر هذه الأزمة لتجعل قطر أقوى كمواطنين وأكثر تماسكاً كدولة، تحت قيادة أميرها الشاب سمو الشيخ تميم بن حمد حفظه الله ليكمل المسيرة التي قادها والده أطال الله في عمره وحفظه من كل مكروه، وأدام الله على بلدنا وقيادتنا ومواطنينا نعمة الأمن والأمان والخير والبركات ورد عنا كيد الحاقدين.