12 سبتمبر 2025

تسجيل

العلامة الشيخ إبراهيم بن عبد الله الأنصاري (1)

21 يونيو 2016

هو العلامة الفرضي الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن علي الأنصاري، ويرجع نسبه إلى التابعي الجليل سعيد بن سيدنا قيس بن سيدنا سعد بن عبادة، فهو ساعدي من بني كعب الخزرجيين، فهو حفيد أحد سادة الأنصار، سيدنا سعد بن عبادة. وقد نزل الشيخ قطر في أوائل حياته وهو شاب لم يبلغ الحلم بعد، قبيل عام (1878م) تقريبًا، وعمره آنذاك أربعة عشر عامًا، وأمَّ الناس للصلاة فيها.. ثم تولى القضاء فيها.. واستقر فيها إلى أنْ توفي رحمه الله. يقول الشيخ عبد الله الأنصاري عنه في كتاب الشَّيخ إبراهيم الموسوم (بإرشاد الحيران لمعرفة آي القُرآن): "مولده وطفولته الأولى ولد المرحوم الشيخ إبراهيم... في اليوم السابع من شهر رجب عام 1298هـ، بقرية تسمى (جفر مسلم) بساحل فارس... وعند ولادته -رحمه الله- كان يتولى هذه القرية المرازيق، وهي فخيدة من العجمان... نشأَ -رحمه الله- وترعرع، وسط هذا الجو الديني الرحب بهذه القرية، وكان له شقيق يدعى أحمد... -رحمه الله-, وقد درس الوالد -رحمه الله- القرآن وهو صغير، وبدا شغوفاً بالعلم من صغره إلى أن بلغ التاسعة من عمره، حيث فجع بوفاة والده رحمه الله.وقد قامت أمه -رحمها الله- بكفالته، وتربيته رغم ما كانت فيه من فقر، إلا أن الله لا ينسى أبداً عباده، فمرت عليه هذه المرحلة من العمر بسهولة ويسر. وكان يجلس أمام بيت والده، فإذا مرّ به أحد من أهل العلم والمعرفة، طلب منه أن يستمع إليه، وقام يقرأ عليه السور التي يحفظها من القرآن الكريم. وقد كانت دراسته الأولى على الشيخ محمد علي مدالي، ولكنه كان نجيباً يسبق ذكاؤه سنه، ولاحظ أن المطوع كان عييّاً، لا ينطق بكثير من الكلمات نطقاً صحيحاً، لذلك استأذن والدته في الرحيل طلباً للعلم، في قرية تسمى (جناح) وهي بلدة مشهورة بحفظة القرآن، فلقي هناك عدداً من الحُفَّاظ، وأم المسجد فوجد حلقات للدرس ذات سعة فمكث هناك أكثر من عام، حيث ختم القرآن الكريم، وحفظ كثيراً من السور، وكان بهذه القرية شيخ مسنٌّ يدعى ملا حسن عبد الله، أخذ يعلمه القراءة والكتابة على طريقة أبجد، فكان يكتب حيناً على ورق، وأحياناً على الخشب أو على الأرض، حيث كان يجلس معه معلمه ويصحح له..هكذا نشأ ـرحمه الله ـ مغرماً بحب العلم، حتى بلغ الرابعة عشرة، فسافر إلى دبي بصحبة عدد من المسافرين، وبقي بها أياماً، ولكنه كان في معزل عن جماعته، لأن بضاعته غير بضاعتهم وطلبه غير مطلبهم، فهم من رجال البحر الباحثين عن المال في قعر البحر بين محارات اللؤلؤ، وهو باحث عن العلم بين أطناب الكتب وأفواه الرجال، وشتان بين مطلبه ومطلبهم ..