11 سبتمبر 2025
تسجيلالتواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس، وتدعو إلى المودة والمحبة، والمساواة بين الناس، والتواضع يقوي الترابط بين الناس، ويمحو الحسد والبغضاء والكراهية من قلوب الناس، وفوق هذا كله فإن التواضع يؤدي إلى رضا الله تعالى، فمن تواضع لله رفعه، ومن تكبر خفضه الله.وسئل الفضيل بن عياض عن التواضع؟ فقال: يخضع للحق وينقاد له ويقبله ممن قاله، ولو سمعه من صبي قَبِلَهُ، ولو سمعه من أجهل الناس قَبِلَهُ. وقال إبراهيم بن شيبان: الشرف في التواضع، والعز في التقوى، والحرية في القناعة. الكبر صفة الأرازل: -الكبر صفة الأرازل، يسلب المرء الفضائل ويكسبه الرذائل، وهو مرض خبيث يصيب القلوب، وضعف شديد في النفوس، يفرق الكلمة ويزيل الألفة.إن الكبر داء مهلك، ما فشا في أسرة إلا فرق جمعها وشتت شملها، وما انتشر في أمة إلا كان نذير خرابها ودمارها.أما التواضع: فهو من صفات المؤمنين، وخلق من أخلاق عباده الصالحين إن الإنسان حين يخلو قلبه من الشعور بالخالق القاهر سبحانه وتعالى، تأخذه الخيلاء بما عنده من ثراء أو سلطان أو قوة أو جمال، ولو تذكر أن ما به من نعمة فمن الله، وأنه ضعيف أمام حول الله لما تكبر.إن التواضع أدب مع الله، وأدب مع الناس، وأدب نفسي، وأدب اجتماعي، وما من إنسان يترك التواضع ويتخايل ويتعاجب فهو إنسان صغير، إنه صغير القلب، صغير الإهتمامات، يبغضه الله لبطره، ونسيان نعمته، ويبغضه الناس لكبره وتعاليه. جاء في الحديث الشريف: (من تواضع لله رفعه). فهو في نفسه حقير، وعند الناس كبير. ومن تكبر وضعه اله، فهو في نفسه كبير، وعند الناس حقير. الكبر من الكبائر: -ذكر الإمام الذهبي رحمه الله أن الكبر من الكبائر واستدل بآيات وأحاديث عديدة، ثم قال: وَأَشَرُّ الكبر من يتكبر على العباد بعلمه فإن هذا لم ينفعه علمه. ومن طلب العلم للفخر والرياسة وَبَطرَ على المسلمين وتحامق عليهم وازدارهم فهذا من أكبر الكبر، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. وقد عَدَّهُ الإمام ابن حجر رحمه الله أيضًا من الكبائر وجعل معه العُجْبَ والخيلاء النبي صلى الله عليه وسلم يحث على التواضع: -جاءت أحاديث عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم تحث على التواضع، من هذه الأحاديث ما جاء عن ركب المصري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (طوبى لمن تواضع في غير منقصة وَذَلَّ في نفسه من غير مسألة، وأنفق مالًا جمعه في غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة. طوبى لمن طاب كسبه وَصَلَحَتْ سريرته، وَكَرُمَتْ علانيته، وعزل عن الناس شره. طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبد ًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر كَبَّهُ الله لوجهه في النار).