20 سبتمبر 2025

تسجيل

اسم محمد صلى الله عليه وسلم على لسان الأنبياء جميعا

21 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ورد اسم وصفة الرسول الأعظم محمد بن عبدالله وأحقية رسالته ،مكتوبا في التوراة والإنجيل بصورة بيّنة وجلية،كما جاءت البشارات به (صلى الله عليه وسلّم)متواترة من الرسل والأنبياء والأوصياء والأحبار والرهبان والحكماء والعلماء من زمن موسى عليه السلام،إلى أن ولد (صلى الله عليه وسلّم) وبعد مولده الشريف.ولم ينفرد نبي االله عيسى بن مريم (عليه السلام) بتبليغ البشارة بالرسول الأعظم فحسب، بل صدع بها الأنبياء والمرسلون الذين سبقوا عيسى بأجيال، وأثبتت بكتب الوحي المنزلة من قبله بقرون.يروي الشيخ الكليني في (الكافي) أنه قال: لما أنزلت التوراة على موسى (عليه السلام) بشّر بمحمد (صلى الله عليه وسلّم) … ثم نزل الأنبياء تبشّر به حتى بعث الله المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام)، فبشّر بمحمد(عليه الصلاة والسلام)، وذلك قوله تعالى:"الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ"، أي أن اليهود والنصارى يجدونه مكتوباً عندهم باسمه وصفته في التوراة والإنجيل، وهو قوله تعالى يخبر عن عيسى (عليه السلام) :"وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ" ،(سورة الصف –الآية 7 ).ولنأخذ دروساً مما تفيده هذه الآية الكريمة من سورة الصف أنبأنا الله تعالى بها من أن عيسى أخبر بني إسرائيل مؤكداً لهم أنه رسول إليهم، ولم يقل أنه الله ولا أنه ابن الله ولا أنه ثالث ثلاثة،بل إنه يوحد الله وأنه رسول منه إليهم،هذا أولاً.وثانياً ،إنه مصدّق لما بين يديه من التوراة، أي أنه يصدّق بنبوة موسى (عليه السلام) ورسالته السابقة عليه، وإنزال الكتاب المقدس إليه من الله عز وجل، وهو التوراة.وثالثاً، إنه مبشّر برسول يأتي من بعده اسمه أحمد، وهو نبينا محمد(صلى الله عليه وسلّم)، كما صح عنه أنه قال:" إن لي أسماء أنا أحمد وأنا محمد، وأنا الماحي يمحو اللهفيَّ الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبي".فأحمد من أسمائه المباركة، وسمي به لأنه أكثر حمداً لله تعالى من غيره، ويحمد أيضاً لما فيه من الأخلاق والمحاسن أكثر مما يحمد غيره.ومفاد هذه الآية الكريمة أن الأنبياء والمرسلين كحلقات مترابطة يسلّم بعضهم إلى بعض، ويؤيد بعضهم بعضاً ،يصدّق اللاحق منهم بالسابق، ويبشّر السابق منهم باللاحق، فهم حلقات متماسكة في حقيقتها واحدة في اتجاهها ممتدة من السماء إلى الأرض حلقة بعد حلقة في السلسلة الطويلة.وهذه هي الصورة اللائقة بحكمة الله عزّ وجل ومنهجه في عباده في أن لا يخلي الأرض من عامل فيها بخير يكون حجّة على أهلها ودليلاً لهم، وهو منهج واحد في أصله، ولكنه متعدّد في صوره وفق استعداد البشرية وحاجاتها وطاقاتها، حتى تبلغ مرحلة الرشد العقلي والشعوري، وحتى تجيء الحلقة الأخيرة،كاملة شاملة تخاطب العقل الراشد على ضوء تلك التجارب السابقة.ولكن البشرية غالباً دأبها التكذيب والعصيان لرسل الله وأنبيائه وحججه الهداة، اتباعاً منها للهوى واستكباراً على الحق، قال تعالى في (سورة البقرة – الآيات 78 -91 ):"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ، وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ، وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ"...يتبع.