13 سبتمبر 2025
تسجيللا يقبل الله العمل إلا ما كان خالصاً صواباً: لابد من الإخلاص في العمل، ولابد للعمل أن يكون موافقاً لهدي النبي المصطفى صلى الله وعليه وسلم، قال الفضيل بن عياض (رحمه الله): أحسن العمل أخلصه وأصوبه، وقال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل، وإن كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبل حتى يكون خالصاً صواباً.والخالص: ما كان لله، والصواب: ما كان على السنة، وهذا هو قوله تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)، وقوله تعالى: (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا). فلا يقبل الله من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه، وجارياً على مقتضى أمره، وما عدا ذلك فهو مردود على صاحبه، وفي الصحيح أن النبي صلى الله وعليه وسلم قال: (كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد) فالله تعالى إنما يُعبد بأمره، لا يُعبد بالجهل، ولا بالآراء والأهواء.وقال النبي المصطفى صلى الله وعليه وسلم: (إن الملائكة يرفعون عمل العبد فيكثرونه ويزكونه، فيوحي الله تعالى إليهم: أنتم حفظة على عمل عبدي، وأنا رقيب على ما في نفسه، إن عبدي لم يُخلص في عمله، فاجعلوه في سجين، ويصعدون بعمل العبد يستقلونه، فيوحي الله إليهم: إنكم حفظة على عمل عبدي، وأنا رقيب على ما في نفسه فضاعفوه واجعلوه في عليين). وعن أنس رضي الله وعنه قال: إذا كان يوم القيامة جاءت الملائكة بصحف مختمة، فيقول الله عز وجل: القوا هذا، واقبلوا هذا، فتقول الملائكة: وعزتك وجلالك ما كتبنا إلا ما كان، فيقول الله تعالى: إن هذا كان لغيري، ولا أقبل اليوم إلا ما كان لي. وكان معروف الكرخي يضرب نفسه ويقول: يا نفس أخلصي تُخلصي.وقال أبو سليمان: طوبى لمن صحت له خطوة واحدة لا يريد بها إلا الله تعالى.ويل لأهل الرياء هذه آيتهم وقصتهم: قال الله تعالى: (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون). أي ظهر لهم من فنون عقوبات الله وسخطه وشدة عذابه ما لم يكن في حسابهم ولا يحدثون به نفوسهم.قال مجاهد: عملوا أعمالاً توهموا أنها حسنات فإذا هي سيئات، وكذا قال السدي، وقال سفيان الثوري: ويل لأهل الرياء، ويل لأهل الرياء، ويل لأهل الرياء، هذه آيتهم وقصتهم. وقال عكرمة بن عمار: جزع محمد بن المنكدر عند موته جزعاً شديداً، فقيل له ما هذا الجزع؟ قال أخاف آية في كتاب الله: (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) فأنا أخشى أن يبدو لي ما لم أكن أحتسب.الإخلاص سبب لدخول الجنة: لابد من الإخلاص حتى يفوز الإنسان المسلم بالجنة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: (من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، مات والله عنه راض)، قال أنس: وهو دين الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم قبل هَرْجِ الأحاديث واختلاف الأهواء