18 سبتمبر 2025

تسجيل

فلسطين.. أرض الله المباركة (4)

21 يونيو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فلسطين بدأت منذ فجر التاريخ، مرتبطة بعصور الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، ولكل نبي من أنبياء الله قصة مع فلسطين وقدسيتها، فعلى سبيل المثال هاجر سيدنا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء، ونبي الله لوط وأزواجهما وأولادهما، مع من آمنوا برسالة التوحيد بلاد الرافدين هربا من البطش والاضطهاد إلى فلسطين وسكنوا فيها، قال الله تعالى في القرآن الكريم :»..ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين «، كما جاء في (سورة الأنبياء) ، وبمعنى التحديد باركناها .وكذلك سيدنا إسحاق عليه السلام الذي عاش في فلسطين، وهو أبو سيدنا يعقوب عليه السلام الذي عاش مع أولاده فيها أيضا، ومنهم سيدنا يوسف، ثم هاجر سيدنا موسى ابن عمران إلى فلسطين قادما مع قومه وأصحابه من مصر هربا من طغيان ملوك مصر «الفراعنة». ولأهمية وقدسية فلسطين في القرآن الكريم. فقد جاء ذكرها في أكثر من موقع، قال تعالى:»يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين» (سورة المائدة) ، وفيها أيضا قوله تعالى: «قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون». ومعنى الآية «الأرض المقدّسة «، كما جاء في تفسير الضحاك هي ايليا وبيت المقدس، وقال الكلبي في تفسيره هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن . وعرض القرآن الكريم سيرة سيدنا موسى عليه السلام في كثير من السور، وهو الذي أمره الله أن يطهّر الأرض المقدسة من سكانها الوثنيين في تلك الفترة من التاريخ ويدعوهم إلى رسالة التوحيد، فآمن به من آمن من الكنعانيين أهل الأرض المباركة، وهذا سيدنا داود الذي قتل جالوت قائد العمالقة الوثنيين في فلسطين، وولده سليمان عليه السلام الذي حكم الجن والإنس. ثم جاء سيدنا عيسى عليه السلام الذي ولد في بيت لحم بفلسطين، ثم أرسل الله سبحانه وتعالى سيد البشر, سيدنا محمد بن عبدالله الذي أسرى به ربه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، كما ورد في (سورة الإسراء).ثم جاء عهد الفتوحات العربية الإسلامية. فهذا سيدنا عمر والقادة العظام من المسلمين يفتحون بلاد الشام وبلاد الرافدين وبلاد فارس، وعروس بلاد الشام، فلسطين الأرض المباركة. كما أن ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة منقولة بسند عن الصحابة الأتقياء، يدللّ على أن كل أرض فلسطين مباركة، وتحظى بمكانة فاضلة عن الله تعالى، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة صلى متخذا بيت المقدس قبله للمسلمين، ونقرأ في رواية للطبراني في تاريخه عن قتادة قال: «كانوا يصلّون نحو بيت المقدس ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة، وبعدما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلىّ نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً، ثم وجّه بعد ذلك نحو الكعبة البيت الحرام». وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض؟ ، قال :» المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟، قال : المسجد الأقصى»،وعن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس؟ ، فقال : «ائتوه فصلّوا فيه، فإن لم تأتوه وتصلّوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله «. وعن أم المؤمنين أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر» ، أو «وجبت له الجنة»، ثم قال :» يرحم الله وكيعاً أحرم من بيت المقدس» (يعني إلى مكة)وقد روى البيهقي وابن حبان في صحيحه ولفظه الحديث الشريف .وفي كتب السير والتاريخ معلومات موثّقة بكثرة أضرحة ومقامات ومزارات الأنبياء في فلسطين، وهي تخلد ذكرى استقرارهم أو مرورهم في هذه الأماكن، فأبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام سميت باسمه إحدى أهم مدن فلسطين، وهي مدينة الخليل، ويقع ضريحه فيها، وللنبي صالح عليه السلام سبعة أماكن على الأقل تخلد ذكرى نزوله في فلسطين أحداها في الرملة، وله فيها موسم زيارة سنوي، في شهر إبريل من كل عام.. وإلى الغد بمشيئة الله .