علي بن أبي طالب رضي الله عنه

جميل أن نقرأ ما قالوا وأن نتأمل ما سطرته أيديهم، تلك السلسلة الذهبية التي مبدؤها الصحابة الكرام ومنتهاها الأئمة الأعلام فرضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحم الله أئمتنا وعلماءنا وقادتنا ودعاتنا وأهل الصلاح والإصلاح ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم، قالوا وكتبوا لله، وأخلصوا العمل وصدقوا في التوجه، فبارك الله في أعمالهم وأقوالهم، وما زالت الأمة تتداول ما قالوا وما كتبوا، وتحب أن تقرأ لهم وتستقي من بحورهم الزاخرة، وعلومهم النافعة، التي اغترفوها من إمام الهدى عليه الصلاة والسلام، وهم ما عرفوا الشهرة ولا عرفتهم، ولسوف تبقى هذه النماذج حية بصفحاتها الناصعة لأهل الأرض على امتداد الأيام، قدوة للأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حملوا هذا الدين بقوة وإخلاص وبإيمان عميق، وفهم دقيق، وعمل متواصل لتبليغه للعالمين. فمن روائع الخليفة الراشد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه :-" ما أكثر العبر وأقل الاعتبار "." أول ما تنكرون من جهادكم، جهاد النفس ". " من زهد في الدنيا هانت عليه المصائب "."من نصب نفسه للناس إمامًا، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم "." القلوب أوعية فخيرها أوعاها " " للمرائي ثلاث علامات: الكسل إذا كان وحده، " كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه "." الحلم غطاء ساتر، والعقل حسام قاطع"." سرك أسيرك، فإذا تكلمت به صرت أسيره "." لا راحة لحسود ولا إخاء لملول ولا محب لسيء الخلق "." حسن الظن بالله ألا ترجو إلاّ الله، ولا تخاف ألاّ ذنبك "" ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسم "." وأخيراً..." كان معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما يقول " ذهب الفقه والعلم بموت علي ابن أبي طالب " رضي الله عنه. توقف عند القائل، وتأمل كلماته...