26 أكتوبر 2025
تسجيلكثيراً ما يرتبط بعض المبدعين بأواصر الحب والأخوة الحقة، ومن ثم يقدمون أعمالاً متميزة، في المسرح كان نجيب الريحاني وبديع خيري وكان أبو السعود الإبياري وإسماعيل يس، ولاحقاً لينين الرملي ومحمد صبحي، في تاريخنا المسرحي هناك مثلاً صقر الرشود وعبدالعزيز السريع وحسن رجب مع إسماعيل عبدالله ومرعي الحليان، وغيرهم من المبدعين.. في مجال الغناء الأمر أكثر شمولية، مثلاً الفنان الشاب فهد الكبيسي مرتبط بصديق الرحلة عبدالله المناعي، وكانت أم كلثوم ترتبط بوشائج مع أحمد رامي، رياض السنباطي، زكريا أحمد، ولا يمكن أن ننسى مثلاً موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ومؤلفه الأبرز حسين السيد، الذي رحل عن هذه الدنيا دون أن يلقي أحد الضوء على نتاجه وإبداعاته، هذا بجانب أحمد شوقي أمير الشعراء الذي كتب العديد من القصائد لابنه بالتبني الموسيقار الكبير. أما العندليب الأسمر فقد كان مرتبطاً ببليغ حمدي، محمد الموجي، كمال الطويل، هذا لا يعني أنه لم يغرف من معين الآخرين، وعلى ذات المنوال ارتبطت فيروز بالرحابنة، حيث ساهما معاً في إبراز الطاقات الخلاقة لديها، هذا بجانب عدد من الموهوبين مثل فيلمون وهبة، وهذا الأخير قد ارتبط بشاعر آخر وهو عبدالجليل وهبي، أما فريد الأطرش فقد ارتبط بمؤلف قدم العديد من الأعمال ألا وهو يوسف بيدروس، ومن ثم انتقل إلى شعراء آخرين، كما أن عمر كدرس وإبراهيم خفاجي ساهما معا. السؤال المهم: هل هذه العلاقات في صالح الحراك الإبداعي، كان عبدالحليم حافظ يغرف من معين كل المبدعين، ويخلق منافسة حقيقية، ذات يوم ارتبط علي عبدالستار، محمد رشيد، فرج عبدالكريم بالموسيقار عبدالعزيز ناصر. وأثمر هذا التعاون خلق نشاط غنائي قطري، امتد اثره عبر خريطة الوطن العربي، كما أن الشاعر مرزوق بشير، جاسم صفر خليفة جمعان قد ساهم كل بدوره في بروز النشاط الغنائي، الآن هناك ملحنون وشعراء، ومع هذا فإن خفافيش الطرب يعتقدون أنهم يملكون الموهبة، والموهبة تتمثل لديهم في إطالة الشعور. والخصر النحيل، والإسهام في طرد المستمع خارج حدود التطريب والشدو الحقيقي، ولكن كما قيل.. "الطيور على أشكالها تقع". لأن هذا العصر. عصر الشواذ. وما أكثرهم لدينا!! وأعني في مجال الطرب.