23 سبتمبر 2025
تسجيلصناديق المعاشات هي اليوم المهيمن على تشكيل مجالس ادارات الشركات ومن ثم صياغة نهجها، فهي من يملك اضخم الامكانات وهي من يدير اكثر من ٢٠ تريليون دولار ومن يديرها يدير عالم المال والاعمال، ليس من يملك تلك الاموال من له الحظوة لدى الشركات او المؤسسات المالية العالمية بل من يديرها، ثقافة تلك الزمرة من مديري الحقائب والمحافظ هي الثقافة السائدة في اجواء عالم المال والاعمال، لذلك فمهارات ادارة رأس المال هي المهارات التي تمكن من القوة الناعمة والنفوذ الناعم، قضايا وثقافة مدراء المال هي الثقافة التي تسود لانهم من يحرك المال، منطقتنا العربية هي من يملك المال فهل هي من يديره وهل قضايا بلداننا وأمتنا هي من يدفع به على مستوى اتخاذ القرار ام هي مصالح الآخرين،، مواءمة صناديق التقاعد بين مصادر الدخل وهي اشتراكات المتقاعدين والتزامات الصناديق بمصروفات الممشاركين وهي طويلة مدى يحتم على تلك الصناديق موافقة مدخلات الصندوق من تدفقات مالية مع مخرجات الصندوق من تدفقات نقدية خارجة وهي معادلة في العادة طويلة مدى، وبدأت صناديق التقاعد بالعمل على مواءمة التدفقات النقدية لكن ارتأت بعدها الصناديق للدخول في الاسهم والسندات وصناديق التحوط والصناديق الخاصة وادارة الثروات واصبحت فاعلة وقلبت المفاهيم الرأسمالية حيث اصبح من يملك ويدير رأس المال هم العمال والموظفون، وهذا اعطى مدراء تلك الصناديق حسا اجتماعيا لم يكن متوفرا في الماضي، وبلغت صناديق الولايات المتحدة حوالي ٥،٥ تريليون دولار تأتي بعدها بريطانيا ٣ تريليونات دولار، تأتي بعدها صناديق استراليا ٢ تريليون دولار وبعدها اليابان ١،٧٥ تريليون وبعدها النرويج ١،٢ ونشأت هذه الصناديق من منطلق اجتماعي ومسؤولية اجتماعية ولذلك فان هذه الصناديق قادرة على ادارة دفة سياسات الشركات لتصبح شركات مسؤولة اجتماعيا وتنقل استثمارات الصندوق من الشركات المصنعة للاسلحة وشركات السجائر والمشروبات الكحولية وغيرها للشركات المسؤولة واعادة صياغة اهداف واستراتيجية تلك الشركات لتكون شركات داعمة للتنمية المستدامة والمحافظة على البيئة في ٢٠ تريليون قادرة على دفع عتات عالم الاعمال للاستماع والانتباه وتلبية مطالب مدراء صناديق المعاشات واذا اضفنا لذلك امكانية استخدام التمويل فان قدرة صناديق المعاشات ستبلغ اكثر من ٤٠ تريليون دولار على اقل تقدير، من يصدق ان عالم الرأس مالية اصبح مملوكا ويهيمن عليه من قبل العمال والموظفين واموالهم، الكثيرون يرون ان صناديق التقاعد هي بمثابة صناديق ودائع ليس لها دور في الاستثمار وعالم المال وان المؤسسات المالية والشركات تعمل لارضاء صناديق التقاعد وان من يملك القرار اليوم في السوق هم صناديق التقاعد والصناديق السيادية ويقدر مجموع هذه الاموال باكثر من ٣٢ تريليون دولار واذا اضيفت اموال الافراد يصبح من الواضح من المؤثر الاول في الاسواق، هذه اهم ثلاث اعمدة للسوق اليوم ولذلك فان الصورة الذهنية لدينا ان الاسواق والشركات يهيمن عليها اصحاب مال لا تعكس حقيقة الواقع، لذلك فان مهارات ادارة المال والاستثمار من أهم المهارات فهل اعددنا الاجيال القادمة في قطر لادارة الاموال العامة وتنميتها وخدمة قضايانا واهدافنا، وتوفير الحماية للمستهلك وتقديم افضل الخدمة، يمكن لصناديق التقاعد من الدفع في ايجاد حلول لتلوث البيئة والقدرة على تدوير الموارد لاستدامتها، اذا المواءمة بين الاهداف البيئية والاجتماعية والانسانية استراتيجيات صناديق التقاعد امر شديد الاهمية وتفعيل دور المشاركين بأهمية رواتبهم ودورها في معالجة الازمات وتكيف رؤية الصندوق وحاجات المجتمعات وحاجات الكوكب في نهاية المطاف بين صناديق التقاعد والصناديق السيادية واستثمارات الافراد يتضح ان من يحرك السوق هم العمال والموظفون وصغار المستثمرين الافراد، عجيب الصورة الذهنية أن كبار رأس المال هم المحركون نعم في حال كان اصحاب المال سلبيين واتكاليين ولا يعلمون أهمية اموالهم في التأثير على سياسات الشركات.