14 سبتمبر 2025
تسجيلكانت هناك قلة قليلة ونادرة من توقعت فوز تحالف الشعب بالانتخابات البرلمانية خاصة مع تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية والحركة القومية عن 2018 وأعطت شركات الاستطلاع حزب الحركة القومية حوالي 7% وكانت أصوات حزب العدالة والتنمية تدور حول 35% أو 36% وبالتالي كان صعبا جدا أن يتوقع أي باحث موضوع فوز تحالف الشعب بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية. الذي حدث أن حزب العدالة والتنمية حصل على 35.6% كما كان متوقعا لكن الحركة القومية حصل على 10% وحزب الاتحاد الكبير وهو حزب قومي محافظ حصل على 1% كما حصل حزب الرفاه الجديد على 2.8% وبذلك حصل التحالف على الأغلبية البرلمانية بعد عدم دخول من حصلوا على أقل من 7% وهي العتبة الانتخابية وفق قانون الانتخابات التركي المحدث عام 2022. لقد رأى البعض أن حزب العدالة والتنمية قد يصل إلى 39% أو 40% لكن لم يتوقع أحد أن يصل الحركة القومية إلى 10%، وهنا ربما يمكننا القول أنه حصل استخفاف من المعارضة التركية بالناخب القومي والذي في الحقيقة كان له كلمته سواء لتحالف الشعب أو تحالف الأمة. ولما سبق راهنت المعارضة التركية بقيادة حزب الشعب الجمهوري على التحالف مع حزب الشعوب الديمقراطية ذي الأغلبية الكردية وهو ما أزعج الناخب القومي بشكل كبير، وقد تبين أن صوت الناخب القومي التركي المتوزع على أكثر من كتلة انتخابية قد كان أكبر من تأثير الناخب الكردي. والآن يحاول كليجدار أوغلو أن يستخدم أي ورقة لتقليص الفارق مع الرئيس أردوغان ولذلك يريد كليجدار أوغلو أن يستميل الأصوات التي انتخبت سنان أوغان المرشح الثالث الذي حصل على 5% ولكن مرة أخرى يمكن لكليجدار أوغلو أن يقع في مأزق آخر إذ أن ناخبي سنان أوغان هم من التيار القومي الأتاتوركي ولذا رأينا كليجدار أوغلو يتحدث لأول مرة بعد الجولة الأولى وخلف ظهره صورة لمصطفى كمال أتاتورك وقد نرى في خطابه صبغة قومية وهو بذلك يخاطر بإزعاج الناخب الكردي الذي أعطاه أكثر من 9% من الأصوات ال 44% التي حصل عليها في الجولة الأولى. من زاوية ثانية قد يتعامل الناخب القومي مرة أخرى مع هذا التحول من المعارضة تجاهه أنه اهتمام مؤقت ويرى أنه امعان في الاستخفاف به فيقوم الناخبون الذين صوتوا لسنان أوغان أو قسم منهم بالتصويت للرئيس أردوغان في الجولة الثانية مما يضمن له فوزا بفارق كبير عن كليجدار أوغلو أكبر من الفارق الذي حصل في الجولة الأولى. ما يمكن أن نقوله بشكل مختصر أن الناخب القومي كان صوته محددا لنتيجة البرلمان والجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وسيبقى صوته محددا للجولة الثانية، ومن يتعامل مع هذا الناخب باحترام ودراية سيحصل على صوته، أو على القسم الأكبر من أصواته. ويبدو أن الرئيس أردوغان يمتلك موقفا أكثر تماسكا، حيث أعلن هو والمقربون منه بأنه لن يدخل في مفاوضات أو مساومات حول قضايا مبدئية تتعلق بالقيم الوطنية والقومية الخاصة بتركيا وذلك في إشارة انتقادية لدخول المعارضة في مساومة مع سنان أوغان الذي أشار بوضوح أنه سيدعم من يتعهد له بمنصب نائب الرئيس. وهنا لابد أن نشير الى أن سنان أوغان ليس حالة راسخة في السياسة التركية ولهذا هو لا يملك التأثير الكافي على كل من انتخبوه في الجولة الأولى.