18 سبتمبر 2025

تسجيل

رونالدو..

21 مايو 2016

أنا عفواً لا أتحدث عن رونالدو.. اللاعب الذي يرسم البهجة لعشاق ناديه ريال مدريد، ولا أتحدث عن أسطورة الملاعب.. وقدراته التهديفية.. فهذا المجال وأعني الرياضة له أصحاب الأقلام الرياضية والنقاد الذين يمارسون إبداعاتهم، وما أكثرهم في الصحافة المحلية والعربية. ولكن أتحدث عن موضوع مهم مرّ بخاطري.. وأحاول أن أطرحه.. واعتذر سلفاً إذ تطرقت إلى موضوع الرياضة في ظل وجود صاحب الموهبة الخارقة في صحافتنا المحلية، الذي ينير لنا كل الدروب عبر الموضوعية في الطرح والتناول حتى إنني أصبحت افتقده بحق عندما يغيب عن الكتابة، وأقول إن الأمة العربية بألف خير والخليجية سباقة في استقطاب الأقلام البارزة في تناول شتى المواضيع، حتى إذا كان صاحب القلم يمثل هذه الرؤية الشمولية، ليس لأنه يحمل فوق كاهله سنوات من الألق كمتصد لقذائف الآخرين، ولكن لأنه موسوعة حقيقية عبر مقالاته المنشورة. وأقول الحمد لله، نحن في الدوري والكأس بألف ألف خير لوجود هذا النموذج الإبداعي وقد نكون عرضة للحسد."الله لا يقول". أما عن رونالدو.. اللاعب الكبير. فقد لفت نظري أمران سوف أطرحهما:1 – هل رونالدو فقير؟ أم بخيل؟ أم ماذا؟ أولاً اشترى لمدير أعماله جزيرة في اليونان كهدية في عيد ميلاد مدير أعماله، يعني بالقطري "مهب بخيل" أما عن ثروته فمعروف، وحجم الاستثمار عنده أيضا معروف.. ومع هذا فهو نموذج للأب. نعم شاهدت جزءاً من سيرته، عبر برنامج خاص عنه، تواضعه مع زملاء الحياة وزملاء الملعب، يتعامل مع الحياة ببساطة ويسر.. هذا الأمر مع الأسف مفقود عند كبار اللاعبين لدينا مثل "عبود العري.. ويوسفوه الكسيح، وجبور المريض، وسلوم المسلول وعشرات الأسماء"!!2 – إذن ما الذي جعلني استحضر سيرته، بكل بساطة، يقوم في الصباح ويحضر الفطور لابنه الأكبر. ومن ثم يأخذه إلى المدرسة. يا الله.. رونالدو.. ساحر العالم.. بمقدوره أن يحضر عشرات الخدم. ولكن يقوم بدوره كأب، ويأخذ ابنه إلى المدرسة ويختار الابن السيارة التي يركبها، ومن ثم بعد الانتهاء من اليوم الدراسي يذهب لإحضار ابنه.. هل هناك لاعب من المحيط إلى الخليج حتى وإن كان يجلس طول الوقت على الخط يفعل ما يفعله رونالدو؟ أشك كثيراً، هذا هو الفرق. بين نجم عالمي وثري.. لا ينسى دوره كأب.. ونحن مع الأسف لا نعرف عن واقع فلذات أكبادنا أي شيء.. والاعتماد على الخدم في المأكل والمشرب والملبس.. الأم هي الخدامة.. والأب هو السائق كل هذا باسم الحضارة والتطور.. والبعد عن وجع الراس.. سلامة راسكم.