18 سبتمبر 2025
تسجيلبدأت إيران منذ قيام ثورتها بتوجيه رسالة عدوانية نحو العالم العربي وفتحت حرباً مع العراق وجرته إلى تلك الحرب ثم سعت بقوتها لحرب العراق التي أدت إلى سقوط النظام واتفقت مع القوى الدولية لتصبح هي المؤثر والمسير والمهيمن، ولكن استمر ذلك وأصبحت العراق أضخم كارثة في المنطقة من لاجئين وتدمير جيشه ليصبح هذا الجيش طائفيا يقمع الشعب بأساليب ماكرة منها صناعة جماعة متطرفة كمبرر لضرب السنة في العراق والتغيير الديمغرافي فيه والتركيبة السكانية وإيجاد كراهية وحقد بين الفئات التي يتكون منها العراق، مما يجعل عودة العراق إلى المنظومة العربية ودوره القومي يحتاج سنوات طويلة حيث تطمع إيران بضم العراق إليها كأمر واقع والاستحواذ على بتروله.ثم تبعتها سوريا لتمارس إيران الإرهاب وقمع الشعب السوري وتمزيقه وتدمير لبنان وصناعة جماعات متطرفة لضرب المقاومة السورية واستنزافها، وآخرها داعش في العراق وسوريا لتحقيق مصالح إيران، وبلا شك أن تدمير سوريا وتشريد أهلها يجعلان من الصعب أن تكون دولة مقاومة بل ستكون دولة تحتاج سنوات لإعادة قدراتها، وحققت إيران لإسرائيل حلمها بأقل التكاليف، وخدمت أمنها القومي وعدوانها على الشعب الفلسطيني، ومأساة سوريا الإنسانية وأطفالها ومخيماتها والآثار النفسية على الناس والأجيال، بيوتهم ومدارسهم مدمرة، خدماتهم الصحية فقرهم وهم شعب عزيز معروف بقدراته ومعرفته والجرائم البشعة ضد هذا الشعب باعتراف الجميع مع سعادة وفرحة غربية بما تقوم به إيران لخدمة مصالحه.وجاءت اليمن ليتم ضرب هذا البلد والقضاء على الأخوة والوفاق والسلام وإيجاد الطائفية والمناطقية والصراعات ثم تدمير قدرات اليمن وجر المنطقة لصراع واستنزاف دول مجلس التعاون كقوة عسكرية وتنموية وفرض حرب واقعية عليها وبذلك تعمل إيران لصالح إسرائيل والغرب بعد انكشاف جهود كبيرة لجر الدول الخليجية وبالأخص المملكة السعودية إلى حرب مباشرة وهو ما فطنت له المملكة وترفض هذه الحرب التي ليست في مصلحة الأمة الإسلامية ودور قيادة المملكة كشف إيران وكشف زيف شعاراتها وانفضحت حتى حماس والفلسطينيون أدركوا أخيراً أن إيران تدعو لامبراطورية فارسية وليس شعارات باسم الإسلام واستغلت قضية فلسطين لأن فيلق القدس يقتل أهل الإسلام بالعراق وسوريا واليمن وليس في القدس أعلنت إيران حربها على الدول العربية في اليمن من خلال دعم الجماعات الانفصالية والتكفيرية واستخدمت المخدرات للشباب وسائل تتناقض مع مبادئ الإنسانية والأخلاق.والعجيب أن تتكلم إيران عن اليمن والبحرين وسوريا والعراق وكأنها جزء منها كيف؟هذه الدول عربية وقبائلها وأسرها جزء من قبائل دول الخليج والسعودية بالأخص كلهم أهل واليمنيون في دول مجلس التعاون شركاء في الاقتصاد وجزء من أسرة دول الخليج التي تدعم اليمن وملايين العمال اليمنيين بهذه الدول، أما إيران فلا علاقة لغوية ولا قبلية ولا فكرية ولا مصالح بينها سوى صناعة جماعات الإرهاب والدمار والكراهية والحقد وأوجدت جروحا وشروخا وقتلا صالح استقرار إسرائيل في القدس والضفة ومأساة غزة.آن الأوان للعرب أن يضعوا النقاط على الحروف حتى أن إيران طاردت الجهود العربية في إفريقيا وآسيا واستغلت الفقر وغياب العرب لتقوم بدور واستغلال الجهل لنشر مذهبها وجر الناس للعنف لتقديم صورة بشعة عن الإسلام لتخدم دول ومصالح دولية لتقديم الإسلام بصورة بشعة وإعاقة دور الإسلام في العالم الذي أصبح يخدم مؤسسات التبشير المعادية للإسلام، لابد من الوضوح في هذه القضية سيدرك العرب خطأ وقوعهم في فخ القنوات والإعلام المزور حول دور إيران كقوة مقاومة إسلامية ولخلافها مع الغرب وشعاراتها المزورة التي خدعت بها الغرب، أدرك العرب مؤخراً أنهم ضحايا لعبة ذكية خبيثة سوقها الغرب وانتظروا ضرب المفاعل النووي من إسرائيل وإيران وجاءت الاتفاقية لتكون مفاجأة للجميع باستثناء من كانوا ينصحون من ذلك.تحدث الكثير عن هذا الدور الإيراني وتبين تزوير المعلومات للمواطن العربي.إيران أعدت في اليمن تحت سمع وبصر الجميع الخنادق والكهوف واشترت بيوت ومجلات كما تفعل اسرائيل في فلسطين المحتلة قبل احتلالها، تقوم بضرب عدن وشبوه وتعز وعمران وهمدان والحديدة ليفاجأ الناس بظهور عصابات، تفاجأ الناس أن أنصار الشريعة والحراك الذي صنعتهم إيران ضاعوا ولم يقاوموا الحوثيين وخرس وسكت ممن نادوا بالانفصال في مجازر ومذابح عدن وشبوه والضالع لأن إيران ستقطع عنهم المدد والدعم وهكذا كان.على العرب أن يدرسوا أخطاءهم وأن يدرسوا الأمر بعمق وأن يقدموا إيران للمحاكم الدولية، وأن يقوموا بحملات دبلوماسية لذلك ولقطع العلاقات معها، ويعيدوا دورهم القيادي في إفريقيا وآسيا والأقليات، ويحفظوا شبابهم ويهتموا بالجانب الفكري والتعليمي ويعيدوا النظر في سلبياتهم تجاه الأحداث.لابد لمجلس التعاون أن يستفيد من عاصفة الحزم، ويليها بعاصفة الفكر والهوية أمام التحدي الإيراني ومن وراءه.